في ممفيس القديمة انتشر الخبر أن المستشار نتن ياهو أصيب بطوبة ..
وقال الثوار الحقيقيون:
طوبة! ليتها كانت جلطة.. حجارة ! ليتها تكون من سجيل...
الذين لم يتحولوا لساسة بإدمانهم،
الذين لم يلتزموا بربطات العنق في تفكيرهم في الدين والدنيا والثورة،
وتقيدهم مسارت غير نظيفة قبلوها درءا للتضحية ! وهرولوا إليها..كأن الكرسي قبل المناخ والإمكانيات والأدوات، وكأن الثورة قامت لتعيين من يناضل لها ويتعثر ويتوكأ ويستخلص، وليس لتغيير قواعد اللعبة كلها..
ورسخوا في إعلامهم هذه المفاهيم كأن المقاومة عار إسلامية كانت أو يسارية وكأن التحرر من الاحتلال الأمريكي والداخلي رحلة قانونية سياسية إجرائية تؤديها مظاهرات بارت تايم..!
الذين يريدون تركيع الناس لمسار أقل خسائر..في الشريعة والثورة والتصالح مع بعض رموز الفساد والباطل...
هؤلاء هم عبيد فكريون للسياسة التي تجعل الصراع الوجودي القدري
خطيئة،
وتجعل الصواب أن يؤسس بنو إسرائيل حزبا لدى القوم الجبارين، ويجلسوا على كراسي المعارضة...ولا يذهبوا لخلعهم مع موسى عليه السلام..
التي تصور الطاغية المجرم الفاسد السارق كمستحق لعضوية مجلس الشورى والحوار الوطني ...بعد الثورة...
وتزرع في الناس أهمية ذلك لعبادة الاستقرار....بعد الثورة ..تماما كمبارك....نعود للامعارضة الرتيبة الشكلية
...لأن المقاومة بها تضحيات...
تصور المحرض على القتل والعبودية للشعب وتسخيره ومص دمه كأنه سياسي محترم مخالف في الرأي ..
وتصور القانون الباطل الأعور والعرف الفاسد النعاجي الخرافي المدجن الخاضع للذل عرفا وقانونا ودستورا مقدسا وإجراءات حتمية كأنها عبادة ...ولو برأ القانون فرعون وجعل المقاومة المشروعة للتحرر من الفراعين عنفا وجريمة وشريعة غاب، فالحل بالقانون...! بتحرياته ونياباته وكوادره ومساراته وفلسفته كإطار لمجتمع متحضر...يا للجمال....فهل قامت الثورة لخلع شخص واحد بطريقة همجية ثم الجلوس على الطاولة مع بقية العصابة.. والصواب عندهم تقديس القضاء ولو كان هامان اللعين ولو وصل له بالسرقة والرشوة والسطوة والبطش والكبر، وتقديس الإعلام ولو كان إبليس الرجيم وحرض على الحرق والدمار وسفك الدماء، وجعله دولة فوق الدولة، والسير في المسار القانوني للتغيير والذي ينهي مشروعية الثورة ويجعلها ذكرى، بعد أن دشن الدولة العوراء العرجاء الضعيفة المهترئة، وأطلق رصاصة الرحمة على الثورة واتكأ على النظام......بفكره وأشخاصه ومؤسساته ...يسمح بتغيير شكلي محدود ...
وفي النهاية يصلون لاستنكار طوبة ويدعون لحل المشكلات معه بالتحاكم إليه..والصبر على الذل والأذى والقذى والاحتلال الداخلي، وإنهاء فلسفة الثورة لصالح فلسفة انتظار نتائج الصراعات الملوثة......ليتها كانت جلطة.. ليتها تكون من سجيل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق