المصالح وأخف الضررين -2-
تحر وتفهم هذا النص جيدا، فنحن في وقت فتن، ولا يوجد شيء محدد، يقولون لك عنه: هذا ثابت لا يختلف عليه، إلا وتركوه:
(ومكمن الخطر في ادعاء المصلحة لأنه ادعاء عام،
وكل يدعيه لبحثه فيما يذهب إليه... ولن يذهب مجتهد قط إلى حكم في مسألة لا نص فيها إلا وادعى أنه ذهب لتحقيق المصلحة..!!
ولكن، أي المصالح يعنون.؟
..إن المصلحة الإنسانية الخاصة أمر نسبي، وكل يدعيها فيما يذهب إليه... ومن هنا كان الخطر..!!
ولكن حقيقة المصلحة هي المصلحة الشرعية التي تتمشى مع منهج الشرع في عمومه وإطلاقه، لا خاصة ولا نسبية... فهي التي يشهد لها الشرع الذي جاء لتحقيق مصالح جميع العباد، ومراعاة جميع الوجوه، لأن الشرع لا يقر مصلحة تتضمن مفسدة مساوية لها أو راجحة عليها ظهر أمرها أو خفي على باحثها، لأن الشارع حكيم عليم...
((كما أن المصلحة الشرعية تراعي أمر الدنيا والآخرة معاً، فلا تعتبر مصلحة دنيوية إذا كانت تستوجب عقوبة أخروية...!)))
وفي هذا يكمن الفرق الأساسي بين المصلحة عند القانونيين الذين يقولون: حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله. وبين الأصوليين الشرعيين الذين يصدق على منهجهم أنه حيثما وجد الشرع فثم مصلحة العباد)
من مقدمة التوضيح للشيخ عطية سالم لرسالة الشنقيطي عن المصالح المرسلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق