الشريعة لمن يستحقها ويبذل في سبيلها ويقيمها في بدنه وقلبه ونفسه وسلوكه وحياته ويشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، يقيمها ويقوم بها، له أو عليه، الشريعة رسالة فيها التضحية وعاقبتها الخير كله، الشريعة لا تستجدي بل هي نعمة ومنة ورزق وشرف لمن يفهمونها ويعملون بها وفضل من الله عليهم وطهارة لهم ورقي بهم، وليست لمن لا يستحقونها ولا يعرفون قيمتها ولا يقدرونها حق قدرها ولا يذودون عن حياضها، وقضاتها وعلماؤها عبر الزمن، هم من يبينونها ويرشدون لحكمها وهم المدركون لنصها ومقصدها وضوابطها وأصول فقهها لغة واستنباطا ودلالة وإشارة، وللثابت فيها والمرتبط بالحال، دون تفريط وتهاون أو إفراط، هؤلاء الفاهمون لواقع قومهم والضبط فيه، هؤلاء هم فقهاؤها الذين يفسرون ويبينون ويدللون على كل حرف ولا يدعون لتقليدهم، ولا يستحيون من مكاشفة الناس بأنهم إن احتكموا لغير كتاب ربهم فقدوا معنى تسليمهم له، الخلل الحالي ديني وليس سياسيا فقط، وكان حريا -ولا زال- بمن يريدون عرض تصور للدين تقديم دستور فريقهم الداخلي المرتضى وهو الكتاب والسنة بكل وضوح، وحدودهم، ووثيقة التعايش المقترحة الممكنة في حدود توازن القوى، و عدم التنازل وعدم تقديم أصل منهجهم كفكرة بشرية مجردة، بل طرح آلية رشيدة معلومة لبيان استقلال ومحاسبة ورقابة ومنهجية أصول فقه القضاة الشرعيين والفقهاء والخبراء الذين سيحلون محل القضاة والفقهاء الدستوريين والمشرعين الوضعيين بمعونة النقباء ممثلي الناس لبيان حالهم..وهذا في جانب من التوحيد الغائب قلبيا ونظريا كما يظهر من التميع والتطاول والتشويه والتشويش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق