وماذا يفعل هو للجلود الميتة التي لا تقشعر، ولا تلين مع أحسن الحديث، مع كتاب الله تعالى، مع القرءان:
" الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله"
فعلام يلام الناصح وقد جادلوا بالباطل، وبعكس البداهة واحترام العقل الذي يشير إليه كتاب الله، ويحتج دوما عليهم حين يعكسون المعقول ويقلبون المنطق والمقبول .."أفلا تعقلون" ..
فهذا الصنف أزمتهم قلبية نفسية، تتعلق بالهدى وانشراح الصدر، وبصدق المشاعر الواعية المخلصة الخالصة، المتجردة
التي ليست مشحونة بخلفية أو بسبب غير موضوعي، وليست موجهة سلفا ومحددة سابقا، لا عصبية ولا نقمة أو حنق وعدم قبول للحق لرد داخلي ذاتي وربما كراهة لحامله، ولا تنمر أو ترقب،
وأحيانا تتعلق أزمة المماحكين والمتمارين والجاحدين والمجادلين بوجود القلب أو عمله وتحركه وفائدته كقلب، بحياته كقلب، بكونه قلبا منيبا، قلبا سليما.."لمن كان له قلب" " وجاء بقلب منيب" " إلا من أتى الله بقلب سليم" "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا..."
ولا ينفك عقل عن حس وعن فؤاد، ولا ينفك قلب عن عقل..هكذا نرى قسما من البشر..
..فلا يقتصرن أحد الحوار على إثبات وتعليل ودحض وتنظير دون وعظ بليغ..إدامة للواجب وإعذارا "فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا"..
،
مما يجدر ذكره أن قسوة قلب المنافق والجاحد أشد من الضال المخالف، وأن سياق الوعظ المذكور كان للمنافقين لذات العلة،
مع عموم الواجب للكافة تجاه الكافة، بما فيهم أهل اليقين والإيمان ،
وبقي التنويه بوجوب عدم لوم الداعية لقلة تابعيه لان المشكلة قد تكون قسوة قلوبهم وليست تقصيره، .
ووجوب عدم اكتفاء الداعية بالحجج العقلية، بل عليه السعي لإيقاظ الحس ومخاطبة القلب والوجدان، فقد يكون تنبيه الضمائر مفتاحا يضم لكشف الشبهات،
والهدى بعد هذا كله فضل ورزق من الله تعالى، وهو سبحانه عليم خبير بصير بعباده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق