الجمعة، 30 نوفمبر 2012

مفهوم الدين عند المسلم.. والمسار السياسي


الدين عند المسلم شيء كبير،
هو رؤية وتصور للعالم، ولليوم وللماضي، تقيم وتقوم وتحاكم...

الدين عنده نظام ومنهج حياة شامل،
وكذلك هو منطلق، يوجه ويحدد ويلزم، ويحث على المواقف، سواء المبادرة أو المعتكفة الساكنة، الممتدة والعابرة...
الدين محفز ووازع وباعث،

الدين ليس عبادة وخلقا قويما فقط...هو عقيدة وعبادة ومعاملة، وخلق وحدود وإجراءات، واجتهادات على أصول ومحكمات وثوابت، حكم وولاية ومحبة ونصرة ومناسك...
معنى الطاعة والشهادتين والكتاب والسنة يتجسد واقعيا في فرد، وفي مجتمع وأمة، وفي دولة تسير برسالة للأرض بهوية وصبغة ومرجعية وغاية فوق الرفاهية والكفاية.....
الدين رؤية وتصور، والعقيدة ليست منفصلة عن الحياة اليومية، ولا عن الخلق والعبادة، والعبادة ليست الشعائر، بل كل حركة مرضية لله تعالى،  وكل قول وعمل ونية، وكل صمت وسكوت وسكون بنية!، وكل إثبات موقف واحتجاج ...وكل مغادرة وزوال وترك وانسحاب كشهادة من موطن أمر الله تعالى ألا يجلس فيه المؤمن ولا يقعد معهم حتى يخوضوا في حديث غيره، ويعرض عنهم إذا حضرهم ورآهم....
الدين ..... الدين يدور حول معاني أسماء الله تعالى والذكر والسيرة لتصبح مدار القلب والبدن، ومدار التعاون والسعي الفردي والجماعي، ومدار الخلوة...
الدين
فيه علم وروح وعمل، وكفاح ومسيرة فرد، ومسار مجتمع، ورسالة مجموعة داخله أو تسيره..
في التاريخ يواكب أو يعتزل، يظهر أو يكتم كمؤمن آل فرعون، لكنه كان دوما مختلفا في قيمه ونظرته وتصرفاته في مساحة ما...
اكتب وتكلم، وادفع الناس للتعايش والدعم،
أو ادفعهم للرفض والتأبي، كيفما ترى، لكن وضح  بأي منطلق..
لكن قل لهم حجم القضية وأهمية الموضوع، وصلته دينيا بالمفهوم العام للعالم، وبمسار حياتهم وحجم ما يسمى المرجعية الفكرية والقيمية والثقافية، التي هي في إطار الدين عند المسلم، الدين الذي يسمح- ويشجع- انفتاحه على الحضارات بوعي وتمييز وميزان، لكن صارحهم بالحقيقة وبالعاقبة والنتيجة، والتبعة عند الله تعالى، صارحهم بالمطلوب والواجب، صارحهم بحالهم وحقيقتهم، وأمر الله لهم وحقه عليهم... صارحهم بمعنى ما يفعلون وليس فقط بسببه،  صارحهم وقل أقلية أو أكثرية...قل ما هي الحياة، ومن أنت، وما المجتمع وما الكون.....هل عرفت الله تعالى...
هل فهمت المصير والمنشأ!
إذا شعر قوم يريدون الحياة ..الحياة الدنيا كما في الكتاب العزيز
" واطمأنوا بها"
أو الحياة الظاهرية النباتية البيولوجية الحيوانية، الحياة بمعنى عكس الموت، فمعيشة النعيم أو الذل أهم غاياتهم ورغباتهم واهتماماتهم، ومحركهم في كل تصرفاتهم، أن يظلوا أحياء،  "أحرص الناس على حياة"
فيبخلون ويضنون بأنفسهم ...
ولا ثوابت لديهم بالخوف ساروا خلف من يشعرهم بالطمأنينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق