الأربعاء، 14 مايو 2014

لابد من الصدق ولو كان مؤلما صادما…
التلطف لا يعني التدليس..


بعضهم يتعجب أن 30 يونيو كشف كثيرا، ووافق ما اكتشفه أمورا  قيلت له ورفضها من قبل،
  ثم يستنكر أن نقول له وبقي الكثير!

 ...وليس الأمر بالادعاء ولا بالاشتهاء.. هناك شيء اسمه بحث بلا تقليد أعمى،  وهناك جدال بالتي هي أحسن ونظر وتدبر، للشرع وللواقع.. لاختيار التنزيل الصحيح للدليل…

 لماذا  تغضب ممن يبصرك ويهزك ..
 كل مغرر  يتحمل مسؤولية تضليله وخطيئته وبطلان توجهه

 " ولو عبد الشيطان وهو يحسب أنه يحسن صنعا وقد ضل سعيه فهل نجامله! ،

  ولو ضيع بحماقة وبلا أهلية وبلا انتصاح من خلفه فهل نعطيه فرصة !

 ونحن نعلم أنه قد يكون مقتنعا تماما بما يعمل وقد زين لكل أمة عملهم، وأكثرهم يحسبون أنهم على شيء.. "..،

 وليس من يشير إليه ليفيق المغتر به -لكيلا تتكرر المأساة- هو الملوم…

 لقد خرجنا من تخلف كبير وتدريجي،  ولم نسقط يوم سقطت خلافتنا،  بل كان هذا نتيجة حتمية،  كتبخر المياه بعد التسخين والغليان...نتيجة غير مفاجئة ولا مدهشة…

 تدهور عام وتام، ثم تآكل وتمزق وتفريغ من المضمون، وعكس للمفاهيم،  وتلاشي..  ثم إعلان رسمي فقط للوفاة…

حدث  ضعف فانهيار نتيجة خلل عقدي ومنهجي وفقهي وأخلاقي ونفسي.. ،

سقوط من جراء نحدار في آلية التفكير والتمييز والنظر والاختيار شرعا ووضعا!  . وفي الاتباع ..ومعه خلل كبير في الأخذ بأسباب الحضارة.. تدهور الشيم والبنية العقلية..


المحاولات التي جرت كلها "محاولات" وتجارب ورؤى.. وبعضها مدخول وبعضها بحسن نية.. وليست مقدسة..



ينبغي أن تفهم أن البناء يبدأ بعلاج مكان الخلل،  وليس بطلاء المنزل ودهان الجدران..
ولا يكون البناء بعكس آخر معول وآخر ضربة فأس هدمت كذلك،
 ولا بعلاج أثر آخر خطوة رمزية أو حقيقية…

 وقد تتوازي الخطوات ولا يلزم ترتيبها ..فقد تؤسس وتنافح وتدفع وتهذب وتعلم وتعلن وتربي في ذات الوقت… لكن التأسيس والعمل يلزمهما بيان ناصع مستمر، وهذا البلاغ لا ينقطع،  مع الأخذ ببقية الأسباب،

يلزمهما بلاغ مبين للناس عن العقيدة الصحيحة والمنهج السليم والمشروع المزمع ، وحجم التحديات والخطوات،

 بيان دائم ومراجعة للاستقامة على الصراط ، مع الصلوات وفاتحة الكتاب ومع كل موقف فاصل يحدث، بيان عن حقيقة دعوتك وأسباب اختياراتك،  وعن ماهية الشيء المطلوب،

 بيان يوضح معنى ورسالة محددة  عن مرجعيتك،

منهجية منضبطة،  غير محيرة ولا ضبابية، يفهم منها المسلم والنصراني والقاصي والداني ما دينكم أيها الناس.. وكيف تفكرون لتعبدوا ربكم.. ولماذا تفعلون هذا بعد أن قلتم أنه ممتنع… هل تعبدون رجالا يشرعون لكم.. وهل كانت أمور من دينكم خفية عليكم وظهرت…

 ما هو نظامكم وقواعد فهمكم وأصولكم…

بيان وتطبيق لمنهجية معالم مرونتها مسطورة،   ولا تتقلب حسب الظروف،  فلا تدعي أن كل شيء تقديري وأي شيء تقديري ..هلامي ..كل أمر هو واقع خاص!!  مائع كالسائل داخل الإناء… ، بل تعلن حدودها ونواقض ملتها وخطوطها الحمراء وتعلن الركون المنهي عنه… وما الذي تكره عليه وضوابط الإكراه المزعوم.. وما الذي كانت لتفعله لو لم تكن مكرهة!  ما هو حلمك الذي يستحق اسم فهمك للتوحيد ولماذا!…

 ليست الدعوة اسما ولافتة وكفى ،  بل مضمون معلوم ومنشور ، وليست بيانا فقط ، بل آليات وضوابط معلنة،  فالتأسيس لا يكون ضبابيا غامضا، ولا يكون العلم للخاصة فقط.. ولا بيان الكيان مزدوجا متعدد الخطاب، ولا  بدون إعلان الطريق ، وبلا تحصين في المفاهيم  والإرادات،  وتحصين في النفوس ومعه عمل وإعلان إجرائي مادي إداري بلا شك…


إنه إدراك لأهمية المطلوب  وحقيقة غايتنا ورسالتنا وعقيدتنا ، ومساحة الاجتهاد الحقيقية والمزعومة الهدامة.. ،
  ومساحة المعاهدات والضرورة،

  وبالمثل مساحة الثوابت والمحكمات والقطعيات والنواقض…لكيلا نهدم بأيدينا معالم ملتنا…

 ومن لم يعرف الشر يقع فيه ، بل أحيانا يطلبه ويتحراه ويتقرب به…


 فلابد من التفريق بين التنازل العملي وبين التحريف والتبديل  للأسماء والأوصاف الشرعية والتنازل عنها لتضمحل..

لابد من بيان مزالق التحوير لحقيقة الدين...وبيان لرفض التلون والمداهنة،  وتعلم الفارق بين  النفاق والغدر المرفوضان  وبين التفاوض والتوافق على معالم واضحة.. فمن لم يعلم السبيل فهو بلا دليل.. بلا دليل هاد..

وليس المطلوب في كل محنة أن تنظر للأسوأ منك فيها وتقول هذا هو الضلال ولست مثله..


للأمانة ..لابد أن نذكر أن الأصنام في كل الاتجاهات، وما أبرئ نفسي.. ،

 فلابد من موضوعية وشمولية وتجرد…  ولابد من توازن مع الشمولية،  لكيلا تتحول النظرة الكلية إلى  صنم مصلحي يهدر العقيدة والقيم والمبادئ،  ويتنازل بدل أن يضحي،  وينزل عن  الحق بدل نزوله عن حقه هو…

 وللأمانة يوجد بله وجنون وعبط وحاجة لتحليل نفسي ولفهم التشوهات والحماقات والتشبث المرضي في كل الاتجاهات… وتوجد عدم رغبة في الاعتذار الحقيقي الشامل الجاد والمراجعة الجذرية، ودوما ليس هذا وقته ولا هذا مقام فلان..  ولا رغبة في التعامل بالتوافق العملي والتميز النظري…حالة تمادي واستغراق رهيبة.. ليس لها علاج بانتظار تحول جماعي وتغير من الرأس بل كل امرئ حسيب نفسه حقا.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق