الاثنين، 26 مايو 2014

مقنطفات من "سراب الديمقراطية" للدلال:


س : ما مدي التقابل أو التوافق بين مصالح الإسلاميين ومصالح الأنظمة الحاكمة من خلال المجالس النيابية ؟
ج: التناقض التام أو شبه التام.
س: هل تحقيق المصالح الخمس التي يدعو إليها الإسلاميون يعني تقويض مصالح الملأ المغايرة الشريعة الإسلامية وبالتالي يعني تقويض النظام الحاكم ؟
ج: نعم.
س: هل يقبل النظام الحاكم أن يقوض من خلال المنحة الديمقراطية؟
ج: كلا.
س : إذا لماذا يدعو النظام الحاكم إلى الديمقراطية ؟
ج: لتحقيق مصالحه .
س: فماذا عن مصالح الإسلاميين ؟
ج: يضمن عدم تحقيقيها لأن تحقيقها إنهاء للنظام الحاكم .



س: ما هي ضمانات النظام الحاكم التحقيق مصالح نفسه والحيلولة دون تحقيق مصالح الإسلاميين ؟
ج: النظام الحاكم يقوم بالإجراءات التالية :
أ‌- إعداد دراسة ميدانية مفصلة الساحة الشعبية بكافة شرائحها القبلية والحزبية والحركية والفكرية وكذا الإمكانات السياسية والاقتصادية والجماهيرية لكافة الأطراف سواء كانت مناوئة للنظام الحاكم أم موالية له ..
ب‌- شن حملة موسعة وضخمة على الأطراف التي يري النظام الحاكم أن بإمكانها الإخلال بتوازن اللعبة الديمقراطية .
ت‌- بث الفتنة وفرقة وزرع الأحقاد والكراهية في داخل الحركة الإسلامية وتشويه سمعتها وتكريه الناس لها .
ث‌- نبش الماضي والاستفادة من " الأرشيف " لتحطيم المناوئين ..
ج‌- تقديم الدعم الإعلامي والمادي والسياسي الموسع لأنصار النظام الحاكم .
ح‌- تزوير الانتخابات إذا دعت الضرورة .
خ‌- تثبيت ضمانات دستورية وقانونية لتعليق المنحة الديمقراطية إلى أجل مسمي أو غير مسمي إذا وجد النظام الحاكم أن الظروف القائمة ليست في خدمته .
د‌- التعاون مع الأنظمة المشابهة ومع الدول الكبرى وتبادل الخبرات والرأي لتحقيق الهدف المنشود من المنحة الديمقراطية ..
ذ‌- ممارسة الضغوط المتنوعة في داخل المجلس لتمرير ما يريده النظام الحاكم واستخدام النفوذ والتلويح بقوة القرار السياسي من قبل زعامة الملأ في حالة شعور النظام الحاكم بأى خلل ولو بسيط في قواعد اللعبة الديمقراطية .



س: هل سبق أن اشترك الإسلاميون في انتخابات نيابية باسم تلك المصالح المعلنة ؟
ج: نعم في باكستان وتركيا وسوريا والسودان ومصر والكويت الأردن وغيرها ..


س: هل يستفيد النظام الحاكم من مشاركة الإسلاميين في الانتخابات
ج: نعم .
---------




إن الإسلاميين الذين يوافقون على المشاركة في المجالس النيابية التي تدعو إليها الأنظمة الحاكمة لابد لهم من المرور في المراحل التالية :-----
- المرحلة الثالثة : طرح شرع الله تعالي للتصويت النيابي عليه .
- المرحلة الرابعة : إذا كانت نتيجة التصويت لصالح تحكيم شرع الله تعالي .
- فإنها تعرض على زعامة الملأ وهو رئيس الدولة ليقرر فيه رأيه .
- المرحلة الخامسة : إن زعامة الملأ لها الخيار بين ثلاثة أمور :
- إما أن تقبلها وهذا لم يحدث ولا مرة واحدة .
- وإما أن ترفضها فتعود إلى المجلس النيابي للنقاش مرة أخري .
- وإما أن تجمدها .
- المرحلة السادسة : في حالة رفضها من قبل زعامة الملأ نعود إلى المرحلة الثالثة وفي حالة تجميدها يبقي الحال على الوضع الأول .،والنتيجة واحدة .
- إن لكل مرحلة من هذه المراحل الست مناطا ذو إلزام دستوري منصوص عليه في دساتير الأنظمة الديمقراطية .-----------------------------------------------------------------------------------------------------


 بعد أن غابت شمس الخلافة الإسلامية عام ( 1924م) أضحت الأمة الإسلامية كيتيم لا والدين له .. فتشتت أجزاء وتناثرت أشلاء .
ومن أهم ما آل إليه أمر الأمة الإسلامية القضايا التالية :



1- تنحية شرع الله تعالي عن الحكم والاحتكام إلى القوانين الوضعية البشرية المستوردة من الشرق والغرب ..
2- استيلاء الطغاة على دفات القيادات السياسية في البلاد الإسلامية.
3- محاربة الإسلام والمسلمين في معظم البلاد الإسلامية مع موالاة أعداء الإسلام ..

انتشار ألوان الفساد على كافة المستويات سواء ما تعلق منها بالفكر والثقافة والسياسة أو ما تعلق منها بالأخلاق والسلوك والمعاملات ..---ولقد كان أول معلم من معالم نجاح المخططات الماكرة أن ضعفت الصلة بين الأمة وعقيدتها ثم بينها وبين شريعتها وبدأت تنسحب شيئا فشيئا من مفاهيم إسلامها وتتخلي عن أمجادها وتاريخها حتى باتت لقمة سائغة في فم أعدائها يمضغونها كيفما شاءوا ويتلاعبون بأمرها على أى وجه أرادوا ، وما زالوا يستخدمون طاقاتها المادية والبشرية لتنفيذ برامجهم الإجرامية ومخططاتهم الطاغوتية وهكذا انصاعت الأمة لأعدائها من اليهود والنصارى والشيوعيين وأذنابهم .
ولقد وجد هؤلاء الأعداء من المنفلتين من إسلامهم من قوميين وبعثيين ووطنيين مادة خصبة تصلح لبث بذور فسادهم وقناة سالكة تمر من خلالها مخططاتهم ومؤامراتهم فتترست الأقليات الحاقدة على هذا الدين بهؤلاء المتنكرين لدينهم وتاريخ أمتهم واتخذت منهم وسائل وواجهات واصطنعت لهم أحزابا ومؤسسات ضمت كل عميل لفكر الغرب والشرق وكل كاره للإسلام ثم تغلغل هؤلاء العملاء في جميع مرافق بلاد المسلمين وخاصة العسكرية منها وتمكنوا في بعض البلاد من الاستيلاء على زمام الأمور فيها فأحالوا نهارها ليلا ، وقلبوا أخضرها يابسا واستغني بهم الأعداء -------------------------------------


قنوات الملأ إلى الجماهير
نظرا لأن أصحاب  الامتيازات اختاروا القناة الديمقراطية طريقا لتحقيق مآربهم وبما أن ذلك لا يتم إلا من خلال الانتخابات الشعبية لذلك اقتضي هذا الأمر صياغة أدمغة أفراد الشعب واستمالة مشاعرهم واستثارة أحاسيسهم بطريقة تفقدهم وتسلبهم التفكير الذاتي والشعور بحقيقة مصالحهم ،
بمعني آخر جعل أفراد الشعب يفكرون وفق المنهج الذي يريده منهم الملأ ويحسون بذات الإحساس الذي يفرح له الملأ ويتم كل ذلك من خلال القنوات التالية .
* التعليم : بكافة مراحله ووسائله .
الإعلام : سواء كان مرئيا أو مسموعا أو مقرءوا .
الترفيه : ويدخل فيه الحفلات والمسارح والنوادي والمسابح والعلاقات الاجتماعية المبرمجة من خلال النوادي الثقافية والنسائية والمشروعات السياحية وغيرها.
الاقتصاد : ويدخل فيه البنوك والشركات والمؤسسات الصناعية والزراعية والمشاريع الإنمائية وغيرها .
السياسة : من خلال اصطناع المشاركات الجماهيرية سواء في المجالس النيابية أو الجمعيات أو النقابات وما في حكمها ولنا كلام حول هذا الموضوع عندما نتحدث عن الجانب الإعلامي .
القضاء : وتدخل فيه المحاكم بأنواعها وما له علاقة بها .
الدفاع والأمن .


--------------------------------------------------------------------------------------------------

إذا أراد الإسلاميون المجلسيون إقرار قانون بمنع الربا أو باعتماد التشريع الإسلامي في قانون الجزاء – مثلا – فإن عليهم أولا أن يطرحوا مشروع هذا القانون على المجلس النيابي ليناقشه ويصوت عليه فإذا فاز بالأغلبية فإنه يرفع لرئيس الدولة وذلك حسب المادة( 66) من الدستور فإما أن يقره وإما أن يعيده إلى المجلس لإعادة النظر فيه وفي حال عدم فوز القانون بالأغلبية أو في حال تساوي الأصوات فإن القانون يعتبر مرفوضا وفحوى هذا التسلسل معناه : أن الله عزوجل يقترح ( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا) على المجلس من خلال كتابه المنزل على رسول الله صلي الله عليه وسلم قانونا بتحريم الربا ، ثم يعرض هذا القانون على المجلس النيابي من خلال النواب الإسلاميين ليري المجلس رأيه في قانون الله تعالي وهل هو ملائم لمصالح الشعب أو غير ملائم فإذا وجده غير ملائم رفضه وإذا وجده ملائما أقره بعد فوزه بالأغلبية ثم يرفع لرئيس الدولة ليري مدي ملاءمته أو عدم ملاءمته فإن وجده ملائما أقره وإلا أعاده إلى المجلس لإعادة النظر فيه .
فما معني ذلك ؟!
إن معناه أن الله تعالي خالق السموات والأرض الواحد الأحد الفرد الصمد، قد خصص له هؤلاء القوم ( تعالي الله عن ذلك علوا كبير ا) دورا لا يتجاوز اقتراح القانون على المجلس النيابي فإذا وافق عليه المجلس بالأغلبية رفعوه لرئيس الدولة وإلا رفضوه .----------------------------------------------------------------------------------


فساد العقيدة من جهة النظام الديمقراطي الحاكم :
إن أساس عقيدة التوحيد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومعني لا إله إلا الله : أى لا معبود بحق إلا الله . ومعني محمد رسول الله : أى هو رسوله المبلغ عنه أمره ونهيه .
ومعني تعلق هذا الكلام بالنسبة للنظام الحاكم هو :

1- الإقرار بالعبودية لله وأنه هو الإله المشرع والحاكم
2- أن تكون كافة التشريعات بدون استثناء منبثقة منه ومبنية على قواعد وأصول الشريعة الإسلامية التي بلغها رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ربه عزوجل فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير مع حصول الرضا القلبي والتسليم الفعلي .---------------
والسؤال هنا : وفق ذلك الترتيب من هو الإله؟!
الجواب : هو من له الكلمة النهائية !!
فبهذه الصيغة هناك ثلاثة آلهة يعلو بعضهم فوق بعض !
- إله مرتبة أولي وهو رئيس الدولة .
- إله مرتبة ثانية وهو المجلس النيابي .
- إله مرتبة ثالثة وهو الله تعالي ( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا ) وسمينا المرحلة الثالثة إلها تجاوزا وإلا فإن من يقترح القوانين لا يسمي إلها إنما هو بمرتبة العبد الذي يدلي برأيه ..
وأنا أسائل الإسلاميين المشاركين في المجلس : إن طرح شرع الله تعالي للتصويت ألا يعني هذا الترتيب ؟
أجيبوا هداكم الله .
ثم الأنكي من ذلك أن شرع الله تعالي يوضع في مستوي واحد مع كافة القوانين الأخرى التي تقترح على المجلس النيابي .
ذلك أن اليساريين يقترحون القوانين كما يتقرحها الإسلاميون فإذا كان الإسلاميون يقترحون القوانين باسم الله تعالي فإن أولئك يقترحون القوانين باسم الشيطان والطاغوت .---------------------


إن القرارات النهائية التي تصدر من المجالس النيابية معقودة على الأغلبية التي تصوت لصالحها فن صوتت ضدها سقطت وكأن شيئا لم يكن فلكي لا يتمكن أعداء الله من الانفراد بالسلطة التشريعية لابد
أن يشكل الإسلاميون الأغلبية في المجلس النيابي فعندها يستطيعون تمرير ما يشاءون من التشريعات ويحجبون ما يشاءون وهذا لا يتأتي للإسلاميين من الناحية الواقعية وقد أثبتت التجارب ذلك بل إن اللعبة الديمقراطية مبنية في الأساس على عدم تمكين الإسلاميين من تشكيل الأغلبية في المجلس النيابي إذ هم دوما أقلية وإذا أتيحت لهم الفرصة في دولة ما أن يشكلوا أغلبية ( وهذا لا يحصل عادة إلا بسبب خطا يحصل في ِحسابات النظام الحاكم ) فسرعان ما يتحرك الجيش لينفذ انقلابا عسكريا يكون حل المجلس النيابي أول انجازاته القومية !!( كما حصل في باكستان أكثر من مرة وكذا في الجزائر )
ولأجل أن يشكل الإسلاميون عددا معتبرا في المجلس النيابي فإنهم لا يمانعون بل يسعون للدخول في تحالفات مرتبة مع أحزاب غير إسلامية ليستفيدوا من أصوات ناخبيهم على طريقة احملني وأحملك ( وقد حصل مثل ذلك مصر بين الإسلاميين المجلسيين وحزب الوفد العلماني ) .
فانظر كيف يقود التنازل إلى تنازل آخر وهكذا تتابع حبات المسبحة في الانسياب من الخيط .----
1- استقلالية منبر الدعوة فالرسول صلي الله عليه وسلم لما يمارس الدعوة من خلال أى نظام ارضي سائد او تحت وصايته أو في إطار قانونه وعرفه وتقاليده وعندما بدأ الرسول صلي الله عليه وسلم دعوته لم يكن معه ثمة أحد فلا أعوان ولا أنصار ولا جماهير ولا قبائل .
بدأ الدعوة وحده مستقلا عن كل ما سواه من الوسائط البشرية م دخلت زوجه خديجة في دينه ثم أبو بكر ثم علي ثم تتابع القوم .
2- وضوح عقيدة الدعوة إنها لا إله إلا الله محمد رسول الله كفر بالطاغوت وإيمان بالله .
3- البراءة والموالاة : البراءة من الشرك وأهله والموالاة لله ولمن دخل في هذا الدين ولا لقاء مع المشركين في منتصف الطريق ولا مداهنة لهم .
4- الاحتكام لهذا الدين وحده ونبذ كل ما سواه من أحكام جاهلية مهما كانت عميقة الجذور في الأعراف والتقاليد .
5- العالمية : فهذا الدين لكل الناس مخاطب به جميع الأجناس في كل أنحاء الأرض فلا فرق بين عربي وغير عربي ولا بين أبيض وأسود ولا بين حر وعبد، ولا بين شريف ووضيع الكل من آدم وآدم من تراب .
6- المسلمون أمة وحدهم وهم يد على من سواهم يقاتلون في سبيل الله من كفر بالله أذلة فيما بينهم أعزة على الكافرين .
7- ألف المسلمون فيما بينهم الجماعة المسلمة التي أخذت على عاتقها رفع راية الإسلام وإقامة دولته على مراحل دون أن يخلوا بمنهاج الله في أى مرحلة من تلك المراحل .
هذه بعض الخطوط العريضة التي شكلت منهاج الرسول صلي الله عليه وسلم في الدعوة فأين الإسلاميون المجلسيون من هذه الخطوط الرئيسية وهل قولهم : إنهم يتخذون من دخولهم المجلس منبرا للدعوة ينسجم مع تلك الخطوط التي ذكرتها ؟ قطعا لا إنما مغايرة لذلك المنهاج مجافية له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق