السبت، 3 مايو 2014

وكما تحولت مصلحة الدعوة إلى صنم بالمبالغة وفقدان الضوابط،  تحول التبرير إلى دين جديد، كأصول أهل النحل والملل،

 وفيه اجترار للذكريات بأثر رجعي،  وإعادة تسويغها وتبريرها لتقر عين مقرها،

بل يتخطي الأمر مرحلة الترخص إلى التسويق للباطل ،  والثناء على ما كانوا يلتمسون عنه عذرا،

وبهذا يتم التزييف للتاريخ وهو غض طري طازج،

 ومن الفتن الشيطانية أن تستغلق الخيارات أمام عين المنافق،  فتدور عينه ولا يرى إلا أنه يغشى عليه من الموت..ويخاف الاصطفاء..ويتربص الدوائر بحثا عن حياة.. أي حياة ..في نفس البقعة وبنفس الخيارات والمعادلات والثوابت الدينية المزيفة التي لفق فهمها وانتحل لها أدلة وركبها على غير واقعها…  وبنفس الثوابت الدنيوية والمساحة العقلانية التي حصر دماغه فيها وحشر تفكيره داخلها ..فكلما فكر انتكس وارتكس… … وكلما أعاد البصر انقلب حسيرا...والعياذ بالله من الخذلان والضلال… وإنا لله وإنا إليه راجعون…

 وهذا حال موضح كثيرا في الكتاب العزيز، وحله ليس معرفيا فقط،  بل يلزمه الرجاء والخوف،  وطلب الهداية بصدق،  واستجلاب التوبة والتواضع والانكسار والاعتذار،  واتهام الذات وعدم الانتفاخ المبطن أو احتكار الفهم،

 فهو مسار سعي إلى الله تعالى،  هجرة وسير  نفسي قلبي،  ثم عقلي علمي...

مراجعة للذات وللخيارات في الخلوات..
ثم تصحيح المسار،  لا إلى الحال الأول الذي جره رويدا رويدا إلى الأسفل ، بل إلى حقيقة الإيمان..

" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا، إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله… "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق