الخميس، 1 مايو 2014

قال صلى الله عليه وسلم
 (نحن نازلون بخيف بني كنانة، حيث تقاسمت قريش على الكفر)،

وذلك أن قريشاً، تحالفت على بني هاشم وبني المطلب: أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم..

قل الكمال

: فثبت بهذا أنه نزله قصداً؛ ليري لطيف صنع الله به، وليتذكر فيه نعمته سبحانه وتعالى عليه، عند مقايسة نزوله الآن إلى حاله قبل ذلك، أعني حال انحصاره من الكفار، في ذات الله تعالى، وهذا أمر يرجع إلى معنى العبادة، ثم هذه النعمة التي شملته صلى الله عليه وسلم من النصر والاقتدار على إقامة التوحيد وتقرير قواعد الوضع الإلهي الذي دعا الله تعالى إليه عباده؛ لينتفعوا به في دنياهم ومعادهم، لا شك في أنها النعمة العظمى على أمته؛ لأنهم مظاهر المقصود من ذلك النصر المؤزر، فكل واحد منهم جدير بتفكرها، والشكر التام عليها؛ لأنها عليه أيضاً، فكان سنة في حقهم أيضاً، وعن هذا حصب الخلفاء الراشدون.
أخرج مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنه كانوا ينزلون بالأبطح) وأخرج عنه أيضا (أنه كان يرى التحصيب سنة، وكان يصلي الظهر يوم النفر بالمحصب).
قال نافع: قد حصَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده. اهـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق