الجمعة، 2 مايو 2014

" فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم"

من يرى لويس الرابع عشر يقصفنا ويقول هي فتنة فهو مفتون..

مهما اختلفنا فيما بيننا فالهجمة ليست انتقائية ضد تيار،  ولا هي سياسية فقط، ولا هي مادية ولا محض مظالم …ولا نحن في عصر بني أمية وبني العباس،  بل في عصر التتر والمغول والقرامطة…

هي حملة جديدة ، كتصعيد لحالة الحرب المستمرة  على الإسلام لتحريفه وتغييره، والتنفير من الفهم الصحيح له،

حملة شاملة شرسة كالحة على القرآن والسنة والنبوة!  وعلى المفاهيم والمقدسات والشرائع والشعائر والرموز…

ضغوط دموية للتركيع، مشهد كدخول الجيوش غرناطة للتنصير!…

ليس هناك أي التباس ولا تلاوم بيني،  ولا بين بين،  ولا طريق وسط..ولا مجال للاعتزال…

 وليست هجمة على كيان معين فقط..وهذا واضح لأي مبصر…

 التنكيل بكل ما له رائحة أو لافتة إسلامية غير إسلامهم المحرف ..حتى لو كان هو ليس على الصحيح، فالمستهدف هو كل خروج عن السرب والقضبان،  وأي محاولة تلمس إحياء وبعث وتجديد لأمر الدين، وأي محاولة صد للهجمة اللادينية..

الفتنة الحقيقية ليست في رد حملة الأحزاب برا وبحرا وجوا وإعلاميا على كل ما يمت للإسلام بصلة… فضلا عن البطش وقتل الأنفس وهتك الأعراض وسلب الأموال والحريات ووو..،

   الحملة واضحة للأعمى،  وهي صليبية صهيونية صفوية شيوعية… كيوم تحالف مشركي  قريش والقبائل بكل ملاحدتهم ودهرييهم ووثنييهم مع اليهود داخل المدينة  وو… وإن ادعى الذئب أنه يريد الثور الأبيض فقط، فقد ظهر كذبه حين قال وفعل الشرك الأكبر محادا مستنصرا بالأمم كلها ، حين فتح الباب على مصراعيه..وتحت رعايته.. سب الدين واستحل واستباح وانتهك وهتك وبدل…


أما المخذول دوما، فهو نفسك حين تسوغ في الدين عبادة غير الله عز وجل، ظاهرا أو أخرويا بكل بساطة..

حين تشارك في
مشهد التميع بين قيم الشرك والإسلام،  والإبقاء على وصف الإسلام لمسيلمة الكذاب، ولفرعون وهامان والنمرود وقارون والأسود العنسي وكسرى وقيصر  ..ومن ثم عدم التبرؤ منه بشركه الأكبر وطغيانه  بانتحال شروط وتلفيق موانع واختراع غشاوة وادعاء غمامة واستخراج ضباب…
وعدم الإلزام بالاجتناب… " اجتنبوا الطاغوت " وتبيين صفة الكفر بالطاغوت للناس… ثم تضع نفسك فوق الشبهات…

" إذا تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا.."

"… وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين… "…


المشكلة عقدية..وليست في الجبن والضعف العقلي..فيمكنك اعتزال الشرك واجتناب الهجمة على الملة مع تسمية الحق باسمه والباطل باسمه، أو الصمت تحت الإكراه،  دون أن تصف نزاع أبي لهب وأبي بكر رضي الله عنه،  بأنه كنزاع علي ومعاوية رضي الله عنهما..

دون أن تجعل أبا جهل كالحجاج ، هكذا بكل بساطة تضيع مفهوم التوحيد والشرك…وكأن مشكلتنا بدع وقبور فقط…  "ولئن أطعتموهم إنكم لمشركون.."
الحجة قائمة بالفعل ، وتلتها حجج ومعاذير لم تبق لذي وسواس ريبة..وكله لقطع التبرير بالباطل ..ولم يبق سوى أن يقول "ووعدتكم فأخلفتكم"  وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي… " ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق