الخميس، 15 مايو 2014

في ذكرى النكبة..

نكرر ، لكيلا تتكرر المأساة:

لا فلسطين ولا غيرها احتلت فجأة كحادث سيارة،

ولا اغتصبت القدس نتيجة صراع وقتي، كعاقبة غزو كنا ندافع فيه فدفعنا،
ولا فقدناها هكذا كأي حرب وسجال..من نوع "يوم لك ويوم عليك.. "

ولا مشكلتنا فلسطين فقط، بل الغاية هي نفض الغبار والركام عن كل بقعة وتطهيرها معنويا وماديا..

ومن ثم ينبغي ألا نفكر كالقومجيين محدودي الدين،  ولا مدعي الإسلام المسيس، الوطني القطري والمعلمن المتميع، والذي يتدرج في العقيدة حيث لا تدرج، فيضيع المفهوم والمضمون ويبقي الدين كأنه حدود فقهية خلافية…

أتباع النبوة يسعون لاستعادة ميراث النبوة في القدس وغيرها...صلى الله تعالى وسلم على جميع الأنبياء والمرسلين.

نحن لا  نسعى لاستعادتها ببساطة كدويلة قطرية لتنضم للجائعة العربية ولمنظمة المؤتمر الإسلامي…

 لا نستردها كبلد و"حوزة" فقط!  …
لا نرغب فيها من منطلق سيادة وذمار وإطار وكفى ...

ولا غايتنا فقط أننا نريد هؤلاء الطغمة من الأغراب أن يرحلوا عنها، وأننا نريدها كسلطة محلية ببطاقة عربية خاضعة، كمؤسسة مستغربة لا ترفع للتوحيد رأسا،  ولا تقيم له عقيدة وصبغة وهوية،
 ولا تمثل رسالته وقضيته وفكرته،  ولا تعيش بنظامه العام الداخلي والخارجي، ولا بقيمه ! إعلاما وتعليما وثقافة وتحاكما وتوليا وشعائر  …كلا.. ولا مشكلتنا فيها هوية وجنسية المتسلط الأوروبي والروسي والأثيوبي فقط…

لو استعدناها هكذا فلن تختلف  عن بيروت وبولاق ودبي و...


ولا فارق طبعا بين خمر مستورد بولندي وخمر محلي مكتوب عليه حلال مذبوح طبقا للشريعة .. ولا فارق بين شارون الغربي وأبي لهب العربي ، ومسيلمة الكذاب الذي ادعى شيئا من الإسلام، ولم ينكر هذا الكذاب أول جملة في التوحيد لفظا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم جهز له بعث أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما ليردعه… العبرة بالحقيقة لا الاسم..

فلسطين رمز غير منفرد في عقد منفرط،
 ويوم سقطت خلافتنا سقطت أماكن كثيرة وأمور كثيرة، ووجب استعادة مضمونها ، وليس شكلها فقط،

 وسقوط هيكل خلافتنا وهيئتها السياسية  كذلك منذ قرن لم يكن هو السقوط المدوي الأول،  ولا الأعظم..

 فقد ذبلت وصوحت ونخرت وتجوفت حالنا كلها  أولا، وتبدلت المفاهيم، كبيرها وصغيرها،  وصار التوحيد كلمة باللسان والشرع طوعا للطغيان ،  واضمحلت كثير من معالم الإسلام  وأسس الحضارة التي ازدهرت وقامت من قبل …هذا على الصعيد الأعم الأغلب رسميا ومجتمعيا... بالاستقراء واستفاضة البيان...فحدث تخلف ديني وعار حضاري.

 وبالمثل؛
 فلسطين لم تغز قضمة واحدة، بل قطعت، ولم تقطع وهي حية فقط.. بل تهاوت تدريجيا داخليا وفقدت كثيرا من الروح والمناعة ضد الاستعمار المادي والمعنوي.. ، وهذا هو التقطيع الداخلي،  ثم سلمت تسليما وهي حينئذ ضعيفة وما حولها أكثر ضعفا وتخبطا....
ومن ثم فالعلاج ليس بضمها على هيئة شوهاء..
ولا بجعل الحلم رجوعها فقط عربية، أو بتنحية العقيدة عن النزاع أو عن البناء المزمع ...
بل إن الأمل الذي ينبغي أن يعلم للأجيال ليعملوا لأجله هو بناء لبنة إسلامية بحق. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق