الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

"كلّ من ليس يمنع نفسه   **    عن حضيض الهوى ذاق الهوان..

والزم الصبر في كلّ الأمور    **     صاحب الصبر في العقبى معان"...
------
ما الصلة بين البيتين؟

 الصبر على الضغوط والبلاء والمصائب والأذى هو مجال الصبر الأول ،
وهناك نوع الصبر عن الهوى ومنع النفس عن الميل للذة في أي شر...،

وهو الصبر ضد نزغ الشيطان ونوازع النفس.. وهو من التصبر على ترك المعشوق والمرغوب المحرم ورفض دعاوى النفس الأمارة بالسوء ومصابرتها ومعاندتها وتأديبها وتهذيبها لتترك الهوى والعجز والكسل والحزن"الحزن المرضي الشيطاني المخدر للنفس والمخذل لها والمؤيس لها لتقنط أو لتذبل.."..

ونفس هذا هو الصبر عن تزيين شياطين الإنس والجن لأي من سفاسف الأمور فما دونها من القبائح التي يسمونها بأسماء حسنة ويفلسفون ارتكابها ليبتلعها من ينتظر أول فتنة وأول مبرر ليسقط, وليفتن بغير فتنة، ويتلهف للشبهة والفتيا المريحة ليخادع ضميره ومولاه عز وجل....

والحقيقة أن كلا نوعى الصبر قد تنازع النفس فيه ، وتدعو للانهيار لأسفل سافلين...
فيوصى المرء بحبس هذه النفس وكفها وتربيتها وإلجامها وعقلها بشتى الوسائل المعروفة المتنوعة والتي تعين على الصبر....
فليسأل المرء ذاته، ما هي هذه الوسائل وهل أخذ بها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق