من ينصحك قبل الوقوع في خطأ فادح إنما هو إنسان يهديك عيبك،
فلا تطعن فيه ..رحم الله من أهدى إلي عيوبي…
ولا تصفه بالتنظير،
فهو لا يحدثك عن الفلسفة وعلم الكلام ، بل يقول لك هذه حفرة ستقع فيها..
وهذا الموضوع الذي تسير فيه وتدعو له كالفخ المنصوب وسيرديك ..
فكل رؤية وتصور نظري نتحدث عنه له مردود واقعي عاجل أو آجل...
له أثر وعاقبة.. فليس تنظيرا بالمفهوم المذموم..
ولا هو دعوة للنوم بل لتصحيح الفكر والمسار ..
وليس معنى أنكم قوم اكتشتفتم أنكم متأخرون أو صرتم متعجلين أن تفعلوا أي شيء ولو كان مصيبة..
ناصح ينصحك ويقول لك هذا التصور ضلال وهذا الفهم باطل..
فهل هذا تنظير؟ ففيم كان الدين إذا؟
نحن نحاسب على النظري-إن صح التعبير- من عقيدتنا وعلمنا وفهمنا وكلماتنا ونحاسب على نيتنا وموقفنا ولو كان موقفنا هو التبرؤ وكتم الإيمان ونحاسب على منطلقاتنا ودوافعنا وعلى حساباتنا واجتهاداتنا وهل وسدنا الأكفأ والمؤهل والقوى المؤتمن أم تطببنا بغير طب! ...،
وليس الحساب فقط على أعمالنا المجردة كأعمال العجماوات والجمادات...،
فلا نحن مجرد حزبيين ولا نحن سعاة ماديون يساريون،
ولا نحن ليبراليون لادينيون ماديون كذلك..
وبالمرة : ولا نحن متنصرون نحصر الدين في جانب روحي بلا منهج حياة، ولا نحن كقوم ثمود العلمانيين نرى الدين كلمة باللسان وصلوات
لا صلة لها بنظام معاملاتنا..
ولا يوجد في ديننا رد للنصيحة بسبب موقف من صاحبها،
بل الحكمة ضالة المؤمن، الحكمة كأنها حاجة ملكنا وتخصنا، وحدث أن فقدناها وتاهت منا ..ثم وجدناها مع أحدهم يقدمها .....
فهل من قدم لك شيئا ضاع منك تقول له لا لن آخذه منك وهو لا يخصني ؟ وتكابر؟ وتترك مايخصك؟
كما قال ابن القيم رحمه الله: "انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال"...
وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: صدقك وهو كذوب..فنحن لا ننكر الحق لأن صاحبه متهم عندنا أو حتى مدان أو حتى شيطان..
فلا ترم في وجه كل ناصح بأنه كيت وكيت.. فهذا طيش في عقلك أنت..
فساده على نفسه..
انظر إلى النصيحة وتدبرها بمنظار الشرع وبموضوعية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق