الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014


عندما تثقب السفينة لا يسعك أن تقول:
"لا تنشغل بي ..لا تعطلني ولا أعطلك.. كل بوجهة نظره! - أو بوجهة عماه-…"
هذا خطأ..
فالخرق في المركب يغرقها بك وبهم، أو على أقل تقدير يعيق الجميع تلقائيا ويرهقهم لتداركه وإصلاحه، وإن بدا لك أنه مجرد ثقب في موضعك الخاص فقط، وبحسن نية.. ،
فالعبث بالفلك يوقفها عن غايتها وغاية راكبيها ويستهلكها، وانحراف المسار يضيع المقدرات والأعمار ، والفرص أصلا محدودة ، وهناك من يحترفون تضييعها بالنوم أو بالرعونة، وهناك من يوجهها لتدور في حلقة مفرغة حول الأرض وتسف تراب المؤامرات...فهل هذا شأن خاص..
فعندما تثقب سفينة تتأثر كلها.. وليس مكانك وكيانك فقط اللذان يدفعان الثمن.. بل كل ما حولها تحدث فيه دوامات بغرقها.. وربما يمتد الأثر لأجيال تنزح الماء وتسد الخلل… أما تداركه مبكرا ووقتيا وأولا بأول ماديا ومعنويا فيهون هذا… وهو واجب وليس ترفا…
فلا يسعك أن تقول "دعني أعمل واذهب أنت وافعل الصواب الذي تراه..."
وهل يبلغ البنيان يوما تمامه* *
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمه...
فأنت -ربما- لا تتعرض لغيرك، لكنك تخرب سفينة تحملهم معك، وإذا حرفت دفتها وشوهت أعلامها انعكس ذلك عليهم مثلك..
لهذا لا تقل لهم كفوا عن انتقادي، فهم أحرى بأن يأخذوا على يديك وعلى لسانك!
ويأطروك، ويحفظوا المقدرات ليوم الكريهة ويؤتونها من يقوم بها لا السفهاء، ..أو يعذروا إلى ربهم سبحانه، ويبينوا، لعل وعسى.. تفيق أنت أو يفيق غيرك.. ويكونون قد أدوا نصيحتهم.



روى البخارى وأحمد والترمذى عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: 
"مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا فى نصيبنا خرقاَ ولم نؤذِ مَنْ فوقَنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاًَ، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا ونَجَوْا جميعاً" 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق