"وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ"
...الشياطين بالمعنى جن وإنس..
" يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
والشياطين بالمعنى ذكور وإناث.. ( ... شيطان لقي شيطانة )
الجهول لا يصمت ولا ينكفئ ولا يتواضع، بل يجادل وينغص على غيره ولا تهدأ ناره ..
هو يفتش عن كل شارد عات ويتبعه في طغيانه العلمي والعملي ولو بالموافقة والتمرير ..
أو ينتظر سماعه أو وصول كتابه فيتلقفه ليتبعه، وليسقيه قلبه الذي أشرب العجل..
ولا تتحدث عن كيفية قبوله ما يناقض الفطرة، وكيفية قبوله ما يعاكس المسلمات والبدهيات والثوابت - ما بقي له منها- وكيف يقول ما يخالف المعقول، وما يسفه المنطق، وما تكذبه المبصرات ، فضلا عن كونه يعاكس التجارب والعلوم والخبرات…
ولا تتحدث عن أساسيات الإنسانية والآدمية والمشاعر، أو حتى رحمة الدواب...
فالرحمة في حقيقتها نزعت من قلبه، والعين باتت لا ينتفع بها.. " لهم أعين لا يبصرون بها"..
والقلب أغلف مقلوب… كالكوز الأسود المقلوب.. لا وظيفة له، ولا يحوي ماء الحياة..
لا يهفو ولا يخفق بحق ولا ينبض بالحياة الحقيقية ولا يرق... لا يعرف ولا يحس.. ومن ثم لا ينكر..
فليس الأمر عنادا فقط ولا جحودا ولا مكايدة فقط..
ولا هي مسألة غل واستكبار رغم المعرفة فقط..
بل هناك كذلك موت… أحيانا..
وهناك عمه، والعمه عمى القلب، وهناك ضلال بعيد..
وأحيانا أخرى هناك شك وريب يتردد فيه… ربما عوقب به لرفضه الخضوع أول مرة " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " .. هناك ظن لا يغني من الحق شيئا..
هناك تيه حرمت فيه كرامة الدخول إلى الأرض المقدسة بسبب الفسوق والشرود ..
هناك تخبط .. "وإذا أظلم عليهم قاموا " .. إبصار وإقبال، ثم ذهاب للنور ، وإدبار وحيرة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق