" هذا العقل في حاجة إلى ميزان مضبوط يعود إليه دائماً كلما غم عليه الأمر، وأحاطت به الشبهات، وجذبته التيارات والشهوات، وأثرت فيه المؤثرات العارضة التي تصيب البدن والأعصاب والمزاج، فتتغير وتتبدل تقديرات العقل أحياناً من النقيض إلى النقيض.
هو في حاجة
إلى ميزان مضبوط لا يتأثر بهذه المؤثرات ليعود إليه، وينزل على إرشاده، ويرجع إلى الصواب على هداه.
وهذا الميزان الثابت العادل هو هدى الله وشريعة الله.
وهذا يقتضي أن تكون لدين الله حقيقة ثابتة يرجع إليها العقل البشري بمفهوماته كلها فيعرضها على هذا الميزان الثابت، وهناك يعرف صحيحها من خاطئها.. والقول بأن دين الله هو دائماً «مفهوم البشر لدين الله» وأنه من ثم «متطور في أصوله» يعرّض هذه القاعدة الأساسية في دين الله- وهي ثبات حقيقته وميزانه- لخطر التميع والتأرجح والدوران المستمر مع المفهومات البشرية، بحيث لا يبقى هنالك ميزان ثابت تعرض عليه المفهومات البشرية..
والمسافة قصيرة بين هذا القول، والقول بأن الدين من صنع البشر.. فالنتيجة النهائية واحدة، والمزلق خطر وخطير للغاية، والمنهج بجملته يستوجب الحذر الشديد.. منه ومن نتائجة القريبة والبعيدة.."…
انتهى النقل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق