الخميس، 27 نوفمبر 2014

تربية وتعليم.. غير خاصين ببلد بعينه:

هذه نصيحة تبدو غريبة قليلا،  نظرا لمشاهدات لمستها..

الترف الشخصي والإضلال والفرار قبل الزحف!  وليس عند الزحف..

* حين يتوقع الخبراء حروبا عالمية وبينية وداخلية، ويتوقع الباحثون فتنا من نوع الشدة والصهر ،  ومن نمط مغريات ومساومات وضغوط الدجاجلة كذلك.. تبرز موضوعات يظنها بعضنا لا تؤثر في خيارات العقيدة والمنهج لدى الكيانات والأفراد، والحقيقة أن كل ما يمس النفس يحدد خياراتها وطريقها لدى كثير من الناس،

فيميل المدلل الشبعان المستقر للدعة وللانهزام والاستسلام،  ويهول من الضعف،  ومن فارق القوة، ويبني تصوره ورؤيته وليس فقط سلوكه على إحساسه وطبعه، ثم يركب له الدلائل! 

** الترف قد يصيب الفقراء..وقد يصيب من لا يرى نفسه مترفا... عليك بالميزان.

** بعض الفقراء يسعون للكماليات بشكل مبالغ فيه بالنسبة لحالهم وبالنسبة لتحدياتهم، وبعض الأغنياء كذلك لا يتوقفون عن ذلك طبعا..

تدليل النفس دوما يعد بابا للفساد والخذلان وللهزيمة قبل المعارك! ..:

يصعب على من تعود على النعومة والراحة والاسترخاء وعلى العب من الملذات والتضييع للأوقات مفارقة ما ألفه،

بل يسعى ويفكر في المزيد من الرفاهية، ودوما يفلسف الكماليات أنها ضرورات ليبرر لنفسه ما يفعله وما ينفقه من عمره ومقدراته، ويتساهل معها في الإسراف ..،

ويخشى المترف ترك هذا الترف والدفء، وقد يفتك ويفتري لمنع تغير نمط حياته،

وغالبا ما يثقل المترف إذا دعي للكفاح والبذل، بل يفضل الإخلاد إلى الأرض، وقد يبيع دينه لمن يشتريه في مقابل هذا الفتات، " يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض قليل من الدنيا"

وأقول: يصعب ..ولا يستحيل،  فالإيمان القوي يصنع المعجزات، وهناك من يفيقون ويقدرون على أنفسهم في لحظات فارقة،  لكن الوصية العامة  -والغالب هو مدار النصح- بالتهذيب للذات، بالتربية والخشونة والتعفف وعدم اعتماد التنعم كنمط معيشة مسترخ، كنمط يعمى عما حوله مكانا،  وعما أمامه زمانا ،

والتقويم للنفس واجب، والدعة متلفة،
وإذا تركت نفسك تشتهي وعذرتها في كل ما تطلبه، وصار ديدنك تلبية مطلوبك ووضع خارطة له دوما ، فلن تتوقف عند حد ..
وهذا طبع النفس عادة
"والنفس كالطفل إن تتركه  شب على ..حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم .."

فإذا زجرتها انزجرت،  وإن ترد إلى قليل تقنع!

فلكيلا يسترق المرء وضع ما، أو يستعبده أحد ما،  أو كيان ما ، ولكيلا يستذله هواه ، ولا يستعبده حاله وضعفه وخوره عليه بتربية نفسه وتأهيلها وكبح جماحها،
وعليه بالتخلص من كثير مما تهوى أحيانا لتكتفي وتتعلم وتتربى،
وعليه تدريبها على الكفاف وليس النظر لمن هو فوقه ليشكر نفسه ويتعاطف معها..
فالمترف تفسد نفسه ويخاف دوما أن يحال بينها وبين ذلك الترف فيستجيب لأي ضغط وإغراء ليستمر في حياته الحيوانية...وقد يخسر آخرته وملته ومبادئه وكرامته ويستسلم لأول عدو طارق لبابه...

لهذا كان الصوم وكانت الخشونة وكانت محن الحصار تربية وتعويدا على تقشف إجباري..وتسويغا لتقبل فكرة الثبات ضد أي حصار وتجويع وعند الحروب،

لأن من اعتاد كسرة خبز أو لقمة من قرص شعير أو تمرة، وصبر على الجوع والبرد والحر والعزلة الاختيارية وجرب وتمرس ..مثل هذا يسهل عليه خوض غمار التحديات ورفض الضغوط والمغريات... وكل مقاومات العالم -حتى غير المسلمة  -قست باستعلاء النفس على المطالب والرغائب ومنهم من أكل البامبو ومن صبر على حرق مزارعه وبيوته وعلى الجوع وشظف العيش لكنه وقف على أقدامه لاحقا بكرامة ولم يركع لغزاته، وهو أمر ثابت في بناء الأمم وبقائها.... "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق