الأحد، 23 نوفمبر 2014


( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل )
رواه البخاري .

"ٌ وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ..

النسائي وابن ماجة..

حبائل الدنيا لا تنتهي...مستنقع موحل... استهلاكي..

من لم يصم عنها  أتخمته وأثقلته..
ومن لم يصم أذنه عنها أزعجته وفتنته..
ومن لم يصن نفسه الأمارة عنها ورطته..
وقد يجتمع القعود والزهد، ولا يكاد التنعم والبذل يجتمعان...

وقد يقنع المرء نفسه أو تقنعه نفسه ! بأنه في القمة… 

وكلما نظر المرء لمن فوقه في الدنيا ودونه في الدين مدح نفسه وزهدها...!

ولهذا فهناك إرشاد وميزان ومعيار...

عليك بالنظر لمن هو فوقك في الدين ومن هو دونك في الدنيا..
النظر للأنبياء والصديقين والحواريين والراشدين المهديين…

وهذا التخفف من الدنيا باب فضل وتنافس،  ولا يتوجب ولا يصير لزاما إلا إذا كان الزمان زمان دفع للعدو، وشدة عامة، وتعيين لكل فروض الكفايات
"… ".

وهؤلاء الفاتحون المتنافسون كانوا يأخذون بالأعلى.. وليس فقط بالتكليف .. وبهذا اتسع وقتهم وبورك فيه أكثر .

جاء من قول عمر رضي الله عنه، فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه ،
" .. كتب إلينا عمر ونحن بأذر بيجان،  يا عتبة بن فرقد ،… وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير"

والزهد في المباح اجتهاد كصيام التطوع، ليس مطلوبا على الفرضية بل يندب للمجتهدين، وليس النهي عن التوسع نهيا للتحريم.. بل هو ميدان كالتنفل وطلب الفضل والتنزه والتسامي.. حيث يطلب الاكتفاء بقدر الكفاية مما يصح أن يكون زادا للآخرة..

روى الطبراني والبيهقي عن خباب عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب.".
ثم قال الصحابي الجليل رضوان الله عليه :
( وأجدني اليوم قد جمعت ) ،
وفي رواية رزين : فلما مات حصل ما خلف فبلغ ثلاثين درهما وحسبت فيه القصعة التي كان يعجن فيها وفيها يأكل.. "

" ولكن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : " لِيَكُنْ بِلغَةُ أَحَدِكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ " ،

قَالَ : وَحَوْلِي هَذِهِ الأَسَاوِدُ ، وَإِنَّمَا حَوْلُهُ وِسَادَةٌ وَجَفْنَةٌ وَمَطْهَرَةٌ ."

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"مَالِي وَلِلدُّنْيَا ، وَمَا لِلدُّنْيَا وَمَالِي ،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا "

رواه الأئمة الكرام أحمد والترمذي والطبراني وغيرهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق