وهناك أقوام تراهم يتصرفون بلامبالاة وانعدام مسؤولية و"تراخ" واتكاء على من لم يتهرب من المسؤولية , وبرود وتعامل خارجي بضمير البعيد..كأن هذا هو التسلسل الطبيعي للأمور, وهذا فيما هو من صميم واجباتهم المشتركة, ويتناسون أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان حتى قبل البعثة يحمل الكل ويغيث الملهوف ويعين على النوائب ويحمل الأمانات ويؤديها بتمامها صلى الله عليه وسلم .....فكيف بما هو منهم وفيهم, في داخل بيوتهم, وبما هو أطم مما هو مؤثر عليهم ومتأثر بهم وينعكس على ثمرتهم..وبما هو منوط بهم أصلا من واجبات , وبما هو داهم, وليس فرديا لذات كبد رطبة, فتراهم يتملصون منها بفهم محدود وضمير متجمد...وتزداد الهوة واللامبالاة والقسوة في القلب..وعلاج هذا لعله تدبر فقه السيرة مليا ثانيا, ليدركوا تعارض بعض عناوينهم الجامدة معها ووضعها في غير موضعها..وقد شارك بعض المشركين في فك حصار شعب لثلاث سنوات وتضامن بعضهم , وشارك بعضهم في نقض الصحيفة, وأجار بعضهم كراما مسلمين من قومه, فهذه المعاملات لم تلغ الوضوح والمفارقة في الدين, ولا كانت كمعاملة غيرهم كما هو واضح..وهذه درجة ثانية من تفضل هذا على ذاك والعكس..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق