موضوع فقه التغلب والشوكة وغير ذلك, يستلزم دراسة عقدية وواقعية وتاريخية لتأصيل وتفسير وفهم ظرف ظهوره وكيفية استقائهم له ومقصدهم ساعتها, ودرجته في الميزان, ولفهم الحقيقة حوله ولفهم بطلان فكرة التنزيل المعاصر , بفرض صحته أصلا , لاختلاف عام تام مع جذر وأصل وصورة المسألة كما شرحها وعاشها من تكلموا بها ومع ضوابطها واعتباراتها ومناطها وواقعها, وهذا بلا شك لا معنى للخوض فيه مع من لا يرى الإسلام كنا تراه ولا الجاهلية كما تراها ولا يريد رؤيتها ولا مراجعتها موضوعيا وعلميا, ولا مع من لا يفهم مسلمات وبدهيات الواقع والخلفيات وحجم الأداء المعاصر, ويتملص من أي مراجعة للنفس بوسواس انغلاق على جوقة تردد وتعيد وتكرر وتعتبر نفسها وريثا وحيدا للأمر ومن حولها هم القدرية والأزارقة ومن مسهم أعدوه وسحروه, فيرد ويبتعد عند العجز لأسباب غير صحيحة وغير حقيقية ظاهرة وخفية يتذرع بها ويتمترس خلفها, ومن يضعك في خانة معرفية مسبقة , فالبناء على غير أساس وتأصيل قد يدور ويعود من حيث بدأ وأسوأ..فالبداية تحدد المسار, وهذا لا يمنع عرض تفاصيل رؤية ورأي في كل متحى, لكن على ألا يكون محور ارتكاز وحوار مستمر وأخذ ورد كأنه لب المشكلة..
قال شمس الدين ابن القيم:
" ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻼ ﻋﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﺃﺷﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﺗﺤﺮﻳْﻤًﺎ ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﺇﺛْﻤًﺎ، ﻭﻟﻬﺬا ﺫﻛﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ اﻟﺘﻲ اﺗﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺸﺮاﺋﻊ ﻭاﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺒﺎﺡ ﺑﺤﺎﻝ، ﺑﻞ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﺤﺮﻣﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﻤﻴﺘﺔ ﻭاﻟﺪﻡ ﻭﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ، اﻟﺬﻱ ﻳﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﻝ، ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻧﻮﻋﺎﻥ: ﻣﺤﺮﻡ ﻟﺬاﺗﻪ ﻻ ﻳﺒﺎﺡ ﺑﺤﺎﻝ، ﻭﻣﺤﺮﻡ ﺗﺤﺮﻳْﻤًﺎ ﻋﺎﺭﺿًﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﻭﻗﺖ. ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺮﻡ ﻟﺬاﺗﻪ: {ﻗُﻞْ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺣَﺮَّﻡَ ﺭَﺑِّﻲ اﻟْﻔَﻮَاﺣِﺶَ ﻣَﺎ ﻇَﻬَﺮَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻭَﻣَﺎ ﺑَﻄَﻦَ} ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: {ﻭَاﻹِﺛْﻢَ ﻭَاﻟْﺒَﻐْﻲَ ﺑِﻐَﻴْﺮِ اﻟْﺤَﻖِّ} ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: {ﻭَﺃَﻥْ ﺗُﺸْﺮِﻛُﻮا ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻟَﻢْ ﻳُﻨَﺰِّﻝْ ﺑِﻪِ ﺳُﻠْﻄَﺎﻧًﺎ} ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﻘﺎﻝ: {ﻭَﺃَﻥْ ﺗَﻘُﻮﻟُﻮا ﻋَﻠَﻰ اﻟﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻻ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ} ﻓﻬﺬا ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﺪ ﺇﺛْﻤًﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻭﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ، ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻧﻔﻲ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﻪ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻧﻔﺎﻩ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﺃﺑﻄﻠﻪ ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻭﻋﺪاﻭﺓ ﻣﻦ ﻭاﻻﻩ ﻭﻣﻮاﻻﺓ ﻣﻦ ﻋﺎﺩاﻩ، ﻭﺣﺐ ﻣﺎ ﺃﺑﻐﻀﻪ ﻭﺑﻐﺾ ﻣﺎ ﺃﺣﺒﻪ.....
"ﻣﺪاﺭﺝ اﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق