42- حول الوضع الراهن, ودرس ينعكس عليه من قصة خروج موسى عليه السلام لسنوات قبل عودته إلى مصر...
وحول قوله تعالى في سورة الكهف, بمناسبة يوم الجمعة ...: " فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا"..وبينهما صلة وثيقة...
بداية فالعمل بالممكن والتحالف لنيل قدر من الحق والحرية ورد المظالم ودرء الأذى عن الأعراض واجب, والصمود لا بديل عنه حاليا إلا الإبادة...هذا شريطة وضوح المطالب وتحديدها والفرق بين الإسلام والشرك, والحق والباطل, والعجز والقدرة..وعدم التدليس وازدواجية المصطلحات والضبابية, أو إنكار الحقيقة الشرعية والالتفاف حولها والتملص منها ومن مقتضياتها والتحرج منها, خوفا وخجلا وجهلا..والمنحرفون يتبجحون...ومن تصدر عليه ألا يستعمل التورية وإلا أضل قومه ..
نحن نرى الظروف ونتحرق شوقا إلى حلها, إلى هداية عامة تامة من الضلال, وإلى نهاية الظلم كليا والعافية والفرج والعز....وبعضنا لا يتفهم الجاهلية ويقرأها من منظور داخلي ترقيعي كجهل وجهالات هنا وهناك...
.يتعجل كثيرون سير الأمور, ويتعجل غيرهم النتائج...ولا أتحدث عن موتى الأحياء الذين لا يتمنون في قرارتهم أن تسير لفرقهم من ساعة كتلك..لكن الحكمة بين طرفين..ونحن نتوسم سيرها للصواب في جميع الاحتمالات..والكتل شبه الواعية وذات الإحساس داخل المجتمعات لا تساق بالصخب والاندفاع ولا كجزر معزولة..بل ينشأ مزاج عام منتشر تدريجي..ومراجعة جمعية للمسار, وفرز ثان وثالث...
سير الأمور ببطء نحو الصواب نعمة قد يدركها المتأملون بعد حين, فهذه الفترة منحة لهم ولغيرهم من وجوه متعددة, وقد لا تعوض نفحاتها الروحية والعقلية والمادية للتهيؤ لحال تاريخي لم يألفوه , فالتزود للسفر يحمد, والصمت والذكر والتفكر تربية وتأهيل, والتعود على الصبر العام والخاص, والكلي والجزئي اليومي, وعلى خشونة وبساطة الدنيا, وإدراك بساطتها وتفاهتها, وعدم التكالب عليها, وعدم كون الزمن مشكلة, ولا عامل ضغط, والدخول للواقع باستعلاء إيماني متصل بأننا نملك الحقيقة الكاملة ومع من بيده بقية الطريق للأبد, ولا نأسى على فوات شيء ولا نبخع أنفسنا , فالشفقة رحمة بهم ولهم وخير لهم هم ولأنفسهم, ونظافة لهم هم وعاقبة تنجيهم أو عذاب مقيم, " فلا تأس على القوم الفاسقين" " فلعلك باخع نفسك " إنما نبلغ ونؤدي إعذارا فقط, والأمر مقضي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق