من حوار حول الإعجاز العلمي بين الإفراط والتفريط:
...التؤدة خير,
والتشعب لمسألة من هو على المنهج الصحيح ومن هو مارق مفارق ومن هو مبتدع مآله الانحراف فهذا يستلزم مناقشة جديدة خاصة به وبدون احتقان لفظي, وبعد هدوء نسبي ,
وموضوع الرأي والدين, هناك كتب للإمام الشافعي ناصر السنة تبين الوسطية في فهم مقولة الرأي وموقف الدين منه, ومن بعده شتى كتب الأصول, أصول الفقه, يمكنك أن تجد فيها نقولا تقضي تماما على لفظة الرأي والعقل والقياس وو وتوضيحات تبين أن أصحابها لا يعنون بها سوى من دأبوا على الغلو في ذلك وترك النصوص بدليل تعاملهم هم ومواقغهم أنفسهم
ولابد من قراءة ذم الرأي والقياس بجوار الدفاع عن القياس الصحيح وعن إعمال الرأي الواجب والتدبر والتفكر والاستنباط, وابن القيم نفسه يوضح ذلك كثيرا ويعمل عقله كثيرا !
وبداية فالحق حق بذاته ولا يعرف برموز وأعلام بل بأبصار وبصائر, والحديث عن أصل الحق وطريق الأخذ به وفهمه, وليس عن دقائق الاستنباط,
والخطاب الرباني- القرآن- للكافة, للمشرك وللمؤمن, ليسمعه كل منهم, ويعيه ويهز عقله وضميره, وقد قرع من لم يتدبر بنفسه! من مشركي ومنافقي مكة, وليس لهذا أن يسأل السلف تفسيرها! ....
وهناك آيات تخاطب العقل وتتحدث عن ظواهر, فلا يرتبط بمثل هذه الآيات حضور التنزيل, لأنها لا تتحدث عن سبب نزول وصورة حكمية واقعية, ولا فقه لغة أو نسك ولا مشاحة في مقصد الشارع منها, بل هي عبرة! , كأن تتحدث عن تأليف بين السحب وجعلها ركاما وعن تكوير الليل والتقاء البحرين,
ولا توجد ثنائيات مغلقة جامدة في التفسير والتدبر , من حيث الطريقة والمدخل وليس,من حيث حقيقة التأويل وصحته, ومصطلح التفسير بالمأثور ومضمونه , وتطبيق السلف له واضح في كونه اجتهاد ومقاربة, وليس تقييدا ولا حتما مانعا لغيره, وهناك دراسات في تأصيل هذا ونقده,
ومن درس كتابا كاملا من سورة الفاتحة لسورة الناس في التفسير لأئمة السلف الصالح سيجدهم اعتمدوا ولو مرات على النظر والعقل والإشارة القريبة والمقبول من الاحتمالات والوقائع والظواهر الطبيعية والتاريخية! في حدود معرفتهم, واحترموا ذلك , ونقلوا عمن يفعل ذلك, في حدود عدم الاستبطان والشطح الإشاري البعيد,
وهناك دوما لدى بعض القوم من المعاصرين جمود وغلو في حصر دلالة النصوص يقابل التهور لدى بعضهم ممن يحملونها ما لا تحتمل ..وتكفي مواقف السلف من تدبر بعضهم وممن خالفهم لفهم هذا..والإعجاز بين مفرط في قيمته ومتهور, بغض النظر عن الموقف من المقالة محل النقد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق