الثلاثاء، 10 يونيو 2014

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه..."
البخاري..

مما قال ابن حجر رحمه الله تعالى:

"والخلق بفتح الخاء أي الصورة ويحتمل أن يدخل في ذلك الأولاد والأتباع وكل ما يتعلق بزينة الحياة الدنيا ....


وزاد مسلم: فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم..."

 أي هو حقيق بعدم الازدراء ، وهو افتعال من زريت عليه وأزريت به إذا تنقصته،  وفي معناه  :

" فإنه أحرى أن لا تزدروا نعمة الله"

 قال ابن بطال :
هذا الحديث جامع لمعاني الخير،  لأن المرء لا يكون بحال تتعلق بالدين من عبادة ربه مجتهدا فيها إلا وجد من هو فوقه، فمتى طلبت نفسه اللحاق به استقصر حاله فيكون أبدا في زيادة تقربه من ربه ...


ولا يكون على حال خسيسة من الدنيا إلا وجد من أهلها من هو أخس حالا منه ،
فإذا تفكر في ذلك علم أن نعمة الله وصلت إليه دون كثير ممن فضل عليه بذلك من غير أمر أوجبه ، فيلزم نفسه الشكر فيعظم اغتباطه بذلك في معاده ....

----

وقال غيره : في هذا الحديث دواء الداء،  لأن الشخص إذا نظر إلى من هو فوقه لم يأمن أن يؤثر ذلك فيه حسدا ودواؤه أن ينظر إلى من هو أسفل منه ليكون ذلك داعيا إلى الشكر ...

....


"خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا من نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه ومن نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ... وأما من نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته فإنه لا يكتب شاكرا ولا صابرا "..
..
انتهى كلام ابن حجر..

وقيل:

": لا يزال الإنسان يترقى في درجات النظر علواً علواً، كلما نال درجة سما به حرصُه إلى النظر إلى ما فوقها، فإذا نظر إلى من دونه في درجات الدين اعتراه العُجْب فأعجب بنفسه؛ فطال بتلك الدرجة على الخلق واستطال! فرُمي به من ذلك العلو فلا يبقى منه عضوٌ إلا انكسر وتبدد! "

----

"مجالسة المساكين توجب رضى من يجالسهم برزق الله عز وجل، وتعظم عنده نعمة الله عز وجل ..."

قال  تعالى: ولا تَمُدَّنَّ عينيك إلى ما متَّعنا به أزواجاً منهم زَهْرَةَ الحياةِ الدنيا لنفتِنَهم فيه ورزقُ ربِّك خيرٌ وأبقى [طه: 131]

ولقد كان من دعاء المصطفى عليه الصلاة والسلام: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين..قال الترمذي حسن صحيح ، وقال عنه سألت محمدا ابن إسماعيل فقال حسن صحيح "....وهذا نفيس جدا..


قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسماً وأمرضهم قلباً، وتلقون المؤمن من أصح الناس قلباً وأمرضهم جسماً، وايم الله لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان) أخرجه هناد في الزهد (427)، وأبو نعيم في الحلية (1/135).. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق