الثلاثاء، 24 يونيو 2014

تعقيب علاجي للفائدة :

لا يوجد كيان خالد بذاته، عصي على الزوال..ولو عقديا.. هناك شروط وسنن ونواميس.

وكم من كيانات عبر التاريخ جمدت في الأسلوب والتصور للواقع، وتلاشت..

وكم من كيانات موجودة بيننا هي مجرد بقايا تذكارية، يستغلها الساسة كأسماء، ويستأجرونها أحيانا، ويتربح منها بعض بناتها وورثتها، أو يعيشون مخلصين للخطأ على كراسيها العتيقة، بعضها هزاز وبعضها مؤلم..لكنه التعصب..يشبهون بقايا يابانيين وجدوهم متأقلمين لسنوات طوال في غابات آسيوية طاعة للامبراطور الميت.. يجترون الماضي باسم يسمونه إياه...

وثباتنا وصبرنا يكونان تجاه الملة والمعتقد الصحيح، لا تجاه الاختيار بين الرؤى والوسائل المباحة، وتجاه فهمنا للحسابات الإطارية ولفهم غيرنا! ...

حتی قراءة الواقع ينبغي عرضها مرارا للمراجعة العلنية المحترمة، ولو في أحلك الظروف... وإلا فتضييع العمر وارد لمن لا ينتصح، ولمن لا يحاسب نفسه ولا يراجع أدواته ومنطلقاته وتفسيراته ويتحقق منها..ولمن لا يستمع إلی غيره بأذن واعية ... وينسكب ما في القربة المثقوبة على الحامل لها، وعلی من حوله، ومن يمرون بعده بذات المسار..ويحتاجون لجهد إضافي .

ومن عجب إجماع كثيرين من مشارب شتى على نصح من هو بلا جواب واضح محدد متسق غير متناقض ولا متقلب...والأعجب انتظاره قرارا من فوقه ليحل له أزمته..

وتعيش بعض هذه الكيانات المستعملة وتتنفس بالأجهزة الصناعية، وبرغبة بعض خصومها، وباستفادتها وتكيفها لا بنموها وتألقها..وليس لها بعد ذلك نفس الزخم الذي حازته يوما، ولا تعرف كيف تسترده...

وكم من كيانات تغيرت عن حقيقتها وحالها ورسالتها، وتحول تركيزها بعيدا عن المطلب الأول الذي وجدت لأجله، انحرافا لا تصحيحا لانحراف...
وتحولت لأنشطة متضخمة أو كأكشاك مدخولة..

وكم من كيانات هي مجرد  كلام وفولكلور وكراتين وشقق ..

ومن الغرور الظن بأن كيانا ما يحتفظ بصيغته للأبد بدون المشيئة الربانية..وقد توعد سبحانه بالاستبدال..

والكيانات والأشخاص والشرائح المجتمعية التي تعيش حالة إنكار للواقع وتجاهل لمساره يتجاهلها الواقع عند القسمة وتصبح كالمتفرج..

وتغبن حصتها ونصيبها..

ولا تعطل هي حتمية التاريخ ولا الوضع المتشكل ، وتصبح كالآثار الحية ..

وبعيدا عن التاريخ ..انظر عدة كيانات معاصرة عمرها من قبل 1952 أو أي كيان عمره عشرون عاما وبرز له منافس أو انشق عنه مواز له .. مهما كان له من بعد، فبمجرد تجاهله لسلبياته هو، وتحجر رؤيته للمستقبل عند دراسات وبالونات معينة يتقلص عصره الذهبي وزخمه... الشاهد أننا لابد أن نتخلى عن هذه السلبيات على المستوى الفردي،  لكي نبتعد عن رصيف الانتظار على سور مستشفى التاريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق