العاقل مكلف، والحق حق بذاته ، ببرهانه، وبنوره، وليس بفهم وموقف فلان.. ،
ولو كنا نزعم اتباعنا الدليل حين يكون الحق معنا، ونزعم أننا مقلدون في فهمه عندما يكون علينا فنحن أهل هوى… والعياذ بالله من انتشار الخلل..
والخلفية الشخصية للإنسان الرباني والتي لها زخم وثقل ليست هي خلفية المدرس الذي يحصل المعرفة وينشرها فقط، فهذا فيه اختبار للذاكرة وللجيرة والسلوك، وهذا جيد لكنه غير كاف، وليس فيه اختبار لمعدن تحمل المشقة الكبرى أو اختيار التضحية المكلفة حقا، ولا طول المدى .. ،
ولا اختبار لأداء الأمانة لسانا ومعنى وموقفا ماديا وبدنيا أمام الضغوط والإغراء ...وحتى هذه يستأنس بها ولا تغير ميزان الأدلة ،
وقد يجري الحق على لسان بعض من كانوا صغارا، ويجري الباطل على لسان بعض من كانوا كبارا، اختبارا وابتلاء وتمحيصا...
ومن اعتاد توازنات معيشة معينة ، وحشية أو داجنة يصعب قبول ميزانه في سواها ، ولو صح ميزانه لربما أوتي من قبل عرضه وبيانه، لهذا لسنا أمة كهنوت ولا جثث مريدين مسترخيي العقل ...كل قضايانا علنية جلية ومن ادعى الطلاسم والتعقيد والخوارزميات في كبريات الأمور فقد أله من فوضه، ومن ادعى كذلك توكيل الرعاع والسفهاء والجهال والمنحرفين -عندما يفشون في زمان ومكان بل أمكنة- في تحديد واختيار مسار الدفة مثله.. هناك ميزان ،
وبعد تدافع القوى بقي أن الدوام والرسوخ للفطرة والعدل ، وأن أهل الحلم وسداد الرأي يفرضون أنفسهم على العقلاء عبر التاريخ، مهما قل عددهم، بحجتهم الربانية البالغة الدامغة ، وأن الحق قد يفرض نفسه ولو جزئيا، ولو بهزيمة داخلية ومرارة يحسها كل معترض وهو يرتعد .. والباطل قد يعلم أهله العبر ، وقد يتعلم من خلط بينهما من عثراته وتناقضاته ومن اصطدامه بتقديراته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق