بخصوص الحشود:
أذكر بما قلته دوما، والله بصير بالعباد:
الثوابت التي جمعت الفرقاء من قبل- ولا أتحدث عن خونة ومنافقين وملبسين- كانت ثلاث ثوابت غالبا:
عدل وكفاية وكرامة..
وكل كان يفهمها بطريقته.. ولا زالت هي فقط الممكنة..
أولها وأعلاها لدى بعضنا طبعا هو:
إما توفير البيئة الدينية كاملة والعدالة الإسلامية ، وإما -إن أبوا- فيكون المطلب هو ضمان حقوق وخصوصية وهوية وصبغة كل طائفة، بعدالة أرضية تمنح حقوق الأقليات كاملة ماديا وإعلاميا وثقافيا وتعليميا ، وما يشبه حلف الفضول والفيدراليات والحبشة قديما، معنى لا وضعا.. ، وهناك نماذج قديمة ومعاصرة فيها هذا التعايش، فلن نخترع العجلة..
وثانيها: تطبيق قواعد التقاسم والكفاية لكل فرد خاصة الفقراء ، ومبادئ إعمال التكافؤ في الفرص ، بشفافية ومكاشفة وبمعايير عالمية معلنة ورقابة تبادلية.. ، وهذه التطبيقات معلوم طريق تتفيذها من تجارب معاصرة ولها توصيات منشورة بحت بها الأصوات ، للتأسيس وللتأسيس الموازي والهيكلة والإحلال والمصالحات...ولا يمكن تحقيق منجز بدون وجع وبدون كلفة.. فهذا طحن للطحين وحرث للماء..
وثالثها:
الكرامة للجميع،
وتحصين هذه المكتسبات الإنسانية بإجراءات فورية تمنع سحب البساط والانتكاس وفوات الأوان وثورات مضادة وعرقلة عميقة أيا كانت الكلفة.. .. وهذه الخارطة واللوائح لها دراسات منتشرة عالميا ، ورسائل دكتوراة في علم المرحلة الانتقالية، ولا أحسب أن النماذج الناجحة والفاشلة تخفى علينا.. ولا أن جناية ترك الاستثنائية لم نتعلم منها..
لا يمكن أن يختزل كل الدم في منطقة إعلاء فكرة تقديس وصيانة إرادة شعبية بغض النظر عن مشروعيتها..
من سيفعل السوء لاحقا لن يعدم أسوة وقدوة..
ومصلحة الناس من إعطاء درس للتاريخ أقل من مصلحة تصحيح الأخطاء الجذرية..
باستثناء الإسلام كاملا لا توجد مطالب مقدسة .. ويجوز للاضطرار التنارل عن حقوق وترك واجبات.. وليس من الجائز الدعوة لتمييع واختصار مفهوم التوحيد تنسكا وتعبدا وتلقيا وتقنينا تشريعيا استقاء وابتناء لا ابتداء، وتحاكما وتوليا لله وكتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم… وجعله لفظة باللسان…
ولا يجوز التدليس في مفهوم الطاعة لكتاب الله تعالى وترك مفاهيم العقيدة الكبرى... فإما أن توضح الصورة أو ألا يلبس كل شيء ثوب الحق وطريق الجنة.. وهنا يجب في بياناتكم أن تتوبوا من أسلمة الديمقراطيات ومقرطة الإسلام، يجب أن يحمل الناس أمانة اختيارهم بشكل واضح وتصور محدد ورؤية غير مزدوجة.. أو فهو حلف للتعايش بقواسم مشتركة وثوابت مصالح متبادلة وليس هو المبشر به ولا باب الجنة ولا باب الرخاء والبركات من السماء والأرض.. وهذه هي أمانة البيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق