الجمعة، 18 يوليو 2014

" فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم."

ذكر سبحانه صفتي العزة والحكمة :

بعض ما قيل في سبب ذلك وهناك المزيد:

"المؤمن في حال الزلل بالمعصية يخشى عليه من أمرين: الأول أن يستهين بها فيحمله استصغارها على التمادي والإصرار. والثاني: كره تشريع الله تعالى، حيث قد يتوهم أن فيه من الحرج ما أوقعه في الإثم، وحب المعصية، لما قد يجد فيها من اللذة والمصلحة المؤقتة."

"بذكر عزته تخويفاً لعباده لئلا يغتروا بما هون الشيطان من عذاب المعصية، وبذكر حكمته لئلا يغتروا بما زين لهم من مصلحة ومنفعة..أو من مشقة واستثقال في الاتباع التام."

" ليعلم المؤمن أن الله عزيز، ذو عزة ، لا يمنعه من الانتقام منه مانع ، ولا يدفعه عن عقوبته دافع ، حكيم فيما يفعل به من عقوبة . وكل ما رتبه من عقوبات ومؤاخذات إنما هو من مقتضى حكمته "

"نرى اسم الله تعالى العزيز، ذو القهر والمنعة، الذي لا يعجزه شيء ولا يفوته. فإذا سمع المؤمن هذا، وعلم مقتضاه، خاف ربه، فانصرف ذهنه عن صغر المعصية التي ارتكب إلى عظمة الرب الذي قد عصى. وهذا يحمله على استعظام ذنبه والمسارعة بالتوبة.

ثم نرى اسم الله تعالى الحكيم، المحكِم المتقِن لشرعه وخلقه، ذو الحكمة الذي يضع الأمر في موضعه المناسب بحث يصلح به ولا يفسد. فإذا سمع المؤمن هذا، نظر إلى هذا التشريع الذي قد يُرى فيه استثقال، على أن فيه المصلحة الأكيدة والحكمة البالغة، وليس فيه تعنت ولا إعجاز. فإذا تبين له ذلك كره هذه المعصية التي تفوت مصلحة العمل بالحكم الشرعي، وزهد بما فيها من مصلحة ولذة، لثقته في حكمة ربه."

والسياق قبلها أمر بالاتباع :
"فالدخول في كل شرائع الإسلام من غير استثناء، قد يفهم منه المشقة والحرج، فجاء ذكر الحكمة لبيان أن هذا الدخول ليس لمشقة ولا تعنت، وإنما هو لحكمة بالغة ولصلاح الدين والدنيا.
وذلك كما قال تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وعليهن وسلم بعد أن أمرهن بجملة من التشاريع : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت )، فكأنه قال: لا أريد بهذا إعناتكن ولا إتعابكن، إنما أريد بذلك تطهيركن. والله أعلم."

ثم اتباع خطوات الشيطان قد يكون بتزيينه المعاصي أو تحقير عاقبتها وحجمها... قال تعالى في فتنة التزيين: ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) فهذا تزيين بذكر منافع المعصية ولذتها.... وقال تعالى في تقليل المضلين لشأن المخالفة: ( لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) "...

انتهت مجموعة النقول والله الهادي إلى سواء السبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق