الاثنين، 3 فبراير 2014

سأكتب مقدمة من بضعة أسطر ثم نطير إلى جنيف…

"هذه الصورة إضاءة على جنيف.. وعلى دور الشرق والغرب ووكلائهما..

  الدور المعنوي البياني والأدبي..  الدور الحضاري والثقافي، ومقتضيات القيم عند العجز الافتراضي عن دور مادي ..ودلالة هذا على مواقع الدول الديمقراطية وشعوبها من دم أطفالنا.. وكلهم -غربا وشرقا -غير مسلمين وغير إسلاميين… "

كانت جنيف في عيني هذه الضحية وكأنها مكان لفصيلين بدون راع..

فقد رأت قبل موتها أن المشرف على اللقاء وهذا القاتل ما هما إلا  فصيل متحد، طرف واحد ينقسم إلى فرقتين للتنسيق،  وقد ذهب هذا الطرف عالما أنه ذاهب للهو وللتزلج على الجليد،…

هكذا بدا الحال في عين هذه الصبية صاحبة الهدم…

والطرف الثاني المجنون يظن أن من يلهو به ويجعله شحاذا ومهرجا جاد..

يظن أن من وضع الرضيع مع ذابحه على طاولة- كأنهما كيانان مختلفان متحاربان - نزيه أو يعتمد عليه لأي درجة.. ولا يفهم أن من أجلس المغتصبة مع المجرم إنما هو القواد،  ومن حرم طرفا من أي مدد وزود الآخر وغض الطرف إنما هو الوصي الخفي..

وسخروا من المغبون في عقله المنتهك كعادتهم، وقالوا له أخبرنا كيف تريد الدولة…… .هههههههه.. "معذرة لا كلمة أخرى "..هل تريدها بالمايونيز أم ماذا…

وأخذ يتكلم عن مرحلة ما بعد تكليل الجالسين أمامه بالعار وعزل هذا وذاك،  وكل القيادات تروح معرف شو.. والذين انتزعوا الحناجر بأيديهم سينضمون في كيان كبير مع من بقي من العائلات....وو…الأقاليم سأديرها بحنان بعد أن تتركوا لي الميدان، وبعد أن تغيروا سياستكم  ويغير أصدقاؤنا وجهتهم 180 درجة… هيا أعطوني..  سأضع نصبا تذكاريا هنا.. وأطلي الشوارع ووو.. وتركوه منهارين من كتم الضحك، ونزلوا ليسكروا في البار مع السفراء الرعاة الوسطاء…

هذا المشهد يتكرر منذ زمن طويل، ولكن دعنا في آخر خمس سنين، وآخر خمس دول..
علمه الشرع فلم يتعلم.. 
علمته صروف الليالي فلم يتعلم..
علمه العلم والواقع والطب ووو… فلم يتعلم ..

خمس فواسق لا يتركن منهن العقرب والكلب العقور والفأرة..
فإذا خليتهم عادوا فنحروك.. وإن تركتهم التهموك أو عقروك
أو لدغوك،  أو سكبوا زيتك على سراجك وأحرقوك..وإذا لم تثخن فلا تطلب عرضا من أحد..

من أمسك عقربا ثم تركها فلدغته بدعوى فتح صفحة جديدة.. فهو الملوم قبل ذنب العقرب...فكيف إذا جعلها تحدد له ما يقول وما يفعل وما يعتقد.. والألفاظ والأسماء والأوصاف الإسلامية التي تضايقها لا نمحوها من تعاقدنا بل من عقيدتنا!!!… من بياننا وأدبياتنا وتصورنا الذي نخوض به البحر… من رؤيتنا التي نعلمها للناس لنسير على هداها..!!


فكيف إذا فقدت البوصلة وقلت إن الجميع سواسية،  وأن الحق والباطل سواء.. وغايتي وغايتكم لونان لذات الإناء،

وليس خلافنا جوهريا ولا دونه دماء.. !!
ولا هيمنة لرسالة من في السماء ، إلا وهما في قلوب تدعى وهي ترتع،  وأيديها مغموسة في لحم الخنزير ودمه...


وإذا التبس لديك وعلى لسانك بيان من هم المحقون ومن هم المبطلون.. فكلنا مؤمنون.. !!… المهم أن نعيش.. حتى من يلحدون ويلحنون في القول فهم منك وأنت منهم... أهؤلاء يحددون لي ما هو من ديني!  وحدود دوره في الإنسانية وفي ذاتي ودياري!  .. فلا حي على الفلاح.. فكل السبل فلاح!  محاولة الاستقامة  وتعمد الشذوذ!!..كله مباح.. كل المناهج.. كل الطرق..  الأمام والوراء، والعفة والعهر، والشيطان لا يزايد على إيمانه أحد!

" أفلا تعقلون"
"أفلا تتقون"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق