الخميس، 20 فبراير 2014

بالنسبة لتجربة أستاذ غنوشي"1"،

فالحديث لا يبدأ بمناقشة النتائج والعوارض، وإن كانت مقاييسنا لها مختلفة..

بل صوابه أن  يكون عن الميزان الذي نزن به، والضوابط التي تحدنا وتحدد مسارنا، والتي نحتكم إليها، والتي تحدد مساحة الاجتهاد والتأويل…
فلا نكون كالأمم التي عبثت بأصل دينها وعقيدتها ورسالتها وبمرتكزات ملتها وصراطها ونهجها ..لا برامجها ولا تفاصيل فقهها…

الحوار يكون بعد ذلك حول  الثوابت والمحكمات وضوابط تغيير الأفعال ، وليس كما جرى من  تغيير الأسماء والأوصاف وتبديل الغايات والأهداف..

فإذا اتفقنا على أصل بيننا وصلنا لأول خيط جدل بالتي هي أحسن،

وإلا فسندور في جدل ومماحكات لا تنتهي ...

الديمقراطية الجميلة الإسلامية الفرنساوية يعني تفوز وتتنازل عن مناهجك، وليس فقط برامجك!   بل وكوادرك!  للمنافس.. 
وتصبح بهذا واقعيا معتدلا حكيما ...

وتفتخر بالمداهنة وتعتبرها مذهبا جديدا، كأنها لم تكن دوما خيارا متاحا وملقى ومنحى جانبا ، ولم يكن الثمن يوما رخيصا ، ولا كان مقابل العجز هو تغيير الأسماء والأوصاف الشرعية ! لا الأعمال…

فقد تخضع لعمل وحالك ومقالك شاهدان بأنك مكره ضعيف فاقد للرضا والاختيار,  معلنا أنك تراه رخصة لا مباحا ولا سائغا ..ولا تراه طاعة ولا واجبا ولا يتعبد به!.. …بل تعلم وتعلم بأن الحق بخلاف ما أجبرت عليه.. وتقول عن واقعهم  "إنما فتنتم به"..

هذا بفرض جدلي هو أن ضوابط الإكراه الشرعية تنطبق عليك في ظرف عارض عابر ..لا مجرد سنة الابتلاء والتدافع والاستضعاف...التي لها معالمها وليست كل لحظة فيها إكراها وإلا ما كانت هناك مداهنة ولا كانت مصابرة..

  ولا تمارس تغيير الغايات وتقزيمها حتى نظريا!   فيصبح التنازل منقبة,  والحديث عن الثوابت قلة فقه.. مجرد الحديث عن وجوب وجودها في القلب.. في الذهن.. في المعتقد… أي باطنية كانت أفضل من هذا…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق