الله المستعان، هذا التدهور التدريجي حول الموت والذبح لأقل خسارة تقريبا، فالفتنة وصلت للمراحل النهائية والملاحم الأخيرة، فلو توفي بعض القوم كأصحاب الأخدود أو شهداء بدر رافعين اللواء الأبيض وبقي من بقي على دربهم متفقين على راية التوحيد لهان الخطب، لكنا قد تجاوزنا مرحلة الضرر الجماعي، فالخسارة صارت جاهلية كبرى لا نفاقا أصغر ولا فسوقا وجبنا عن النزال بل انتكاسة دينية إيمانية من حيث الأصل لا المعاصي والفروع والتفاصيل، خسارة فادحة بمساحة تبرير وتحريف وإعراض وجهل ولا مبالاة وقلب موازين ومفاهيم مغلوطة وسخرية وأماني أضعاف ما كان عليه الانهيار والافتتان قديما، كما وكيفا، وبدون شبهة إكراه حقيقي ولا ضرورة متوهمة حتى.. بل كمذاهب فكرية متوارثة ومقبولة كتنوع....بل يقاتلون عليها غيرهم. أيام الأندلس لم يكن هناك جدل كبير ولا بلبلة حول الهوية والعقيدة ونواقض الإيمان بالله ولا محكمات وثوابت الملة ولا قطعيات الشريعة وصبغة الله تعالى للمسلم وللبلد الطيب.. . إلا في إطار مجموعة رخوة قليلة العدد من ملوك الطوائف والزنادقة والرعاع… بنسبة ضئيلة إلى المجموع الكلي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق