" إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة، ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه ، وإلى الله المصير"…
سبحان الله...فكيف بمن يبلغ.. كيف ينبغي أن يكون حاله…
وهذا يدلك كذلك على أمر ثان:
أنه من فقد صوابه فاحتياجه ليس إلى الحجج فقط..
الأمر عندها لا يحتاج إلى نقاشات علمية عقلية فقط، ولا إلى حشد الدلائل الواقعية فقط، فضلا عن الخبايا والتسريبات ..
بل نحن بحاجة إلى علاج إنساني مع هذا الجدال بالتي هي أحسن ..
إلى دواء قلبي ثم نفسي ثم عقلي ..
وبدون مراعاة الأدب والأخلاق من كل طرف يصعب الوصول إلى الحق، ويسهل فقدانه بعد الوصول إليه، ويكثر الانحراف عنه لهوى أو شبهة ، فيبتعد عنه بزيادة أو نقصان..
وبدون التأدب مع الله تعالى ومع شعائره وشرائعه سبحانه، وتوقير وإجلال وتقدير شرف العلم والمعلوم قد نطحن بلا جدوى ،
بدون السكينة والسكون واحترام مقام التباحث ونية البحث ومروءة المحاور وكريم سمته ونفسه"بفتح الفاء" يصعب النظر..
بدون اتهام النفس بما فيها -دون جلد مقعد مذيب لها-وعدم الرضا عنها ولا تزكيتها تتأصل الخطايا، أو تبذر بذورها..
"إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ، فبشره بمغفرة وأجر كريم"…
فإذا لم تكن في مقام غير الحوار فلابد من الاختيار ، ولابد من مخاطبة كل جوانب النفس والروح لا الإفحام فقط.. فهذا التناظر والتقويم والتقييم العلمي لا يحقق الهداية والتزكية وحده ...لابد من شمولية وتكامل وإحلال ، وتهذيب يغطي كل الجوانب ويربي ويحفظ المقام.. وهكذا كان القرآن الكريم في خطابه الجليل مع الضالين، فلم يحدثهم عن سبب ومظاهر إشراكهم وتحريفهم فقط بل عالج الطرفين والمقام، وهيأ الأنفس للتربية والاستيعاب، ومنح الصورة الكلية، وكلمهم عن كل شيء بتوازن… صدق الله تعالى ..
" الله نزل أحسن الحديث"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق