الجمعة، 3 يناير 2014

ما الضرر من تكلم التافه في أمر العامة..وما الضرر من تكلم المنافق عليم اللسان…

الانحطاط في مستوى المتحدث في شأن القوم،  و الانحطاط في مستوى الحديث، كلاهما  يدل على- ويؤدي إلى مزيد -  انحطاط في المناخ...

ولهذا يوشك هؤلاء القوم أن يتبعوا أحط الدجاجلة، تمشيا مع الخلل وانعدام العقل في كل شيء..

أمر الأبله واضح، فهو يعكس كل شيء بجنون… رغم صعوبة علاج جمهوره...للمسخ والتخلف العقلي..وطبيعة فسوق القلب الذي يختار تمرير هذا البله، لجرثومة معينة فيه…

** العامة لا يفرقون بين الخبير ونصف المتعلم، فهم يتبعون بالتلذذ، ويهيجهم تنميق الكلام ولحن الحجة…

**فالتافه لو كان دوما ركيكا عيي اللسان لنفروا منه، لكن هناك المنافق عليم اللسان ، وهناك الرويبضة الذي يضع حديثه بشكل منطقي، فيظنونه صوابا،  ويسيرون خلفه، وهو باطل، لكنه يحتاج تفكيكا لبيان تناقضه شرعا وعقلا ، ولبيان خفة التسفيه والقطع فيما يطحن فيه..

***ولهذا فعند استحالة منع التافه- وتكلمه أمر قدري ومن علامات الزمان- يلزم الجميع عدم الاكتفاء ببيان حاله، بل يعوزهم كذلك تبيين أدلة حديثهم دوما،  بنقاش متسع متقن،  يفند الترهات  ، ليعتاد الناس دحض الاباطيل، وليعتادوا رد الشبهات التي تلبس ثوب الحقيقة ، وعدم اتباع كل من يدندن…

***لعلها فرصة ليكون الاتباع للحقيقة عملا بصوابها، وهو الصواب الذي يدحض الدلائل الواهية،  ولا يتبعونها انقيادا لرأي حاملها،  ولا لاختياره العلمي والسياسي..
ولا لأنها تبدو وكأنها! حقيقة…

قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ » . رواه الحاكم في المستدرك (4/465) ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، ووافقه الذهبيّ . 

*** " الرويبضة..الرجل التافه يتكلم في أمر العامة… "…
 

وفي رواية : « السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ » . مسند أحمد (2/ 291) .

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان.
رواه الطبراني في الكبير والبزار ورواته محتج بهم في الصحيح
وقيل في الأثر:
"يعيرهم بفصاحته وبيانه يضلهم بجهله"

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق