"إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين..."
من يتبع الذكر ويخشى الرحمن بالغيب...
مثل هذا يتوق إلى المغفرة، قبل اشتياقه إلى الأجر الكريم...
فالمؤمن يدرك تقصير نفسه، ولا يرضى عنها، ولا يزكيها، وحين يرى مشهد ذنبه ماثلا يشفق من الساعة، فيطيع وهو وجل… وجل أنه إلى ربه راجع…
فذنوبه كجبل يخشى أن يقع فوقه، وبدنه متسخ يحتاج تطهرا قبل أن يحتاج تعطرا...
استبشاره يحثه ، ويبرد قلبه، لكنه لا يقسيه ولا يجعله يدل بعمله! أو يدل بغير عمل! فيمن بإسلامه…"بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين"
وأول بشراه بيعه، وموعود ما في مصحفه، مغفرة ثم جنات..ثم رضوان لا سخط بعده..فيعمل راجيا موقنا بالتيسير والتقدير… فكل ميسر لاختياره…
ويصبر على مصيبته مؤقنا بأن الصبر عمل كبير، والصبر من الإيمان ..والتصبر عمل..كف النفس- وإكراهها -عن التسخط عمل وبذل، وعليه حساب وأجر...
والإحسان ممكن في كل مكان، وفي كل ظرف ومقام..شريطة أن تعلم الكتاب والحكمة، بعد أن تحقق صريح الإيمان، وتهل بصحيح التوحيد...
فقد كان يوسف الصديق عليه السلام محسنا، وهو حينئذ في ضيق من العيش، ومن فرص الإحسان الظاهرة، المتبادرة للعقول والعيان…
… في صحيح مسلم وغيره في كتاب الحج عن جابر رضي الله عنه ((..... فأهل بالتوحيد....)))
" والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق"
: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } .
"نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق