الحمد لله ...
سنن الحق عادلة ولا تتبدل..
ومهلته وإملاؤه وتأجيله حكمة وحلم، وهي عظمة وعزة قدير..
فالرحمة تمنحهم أجلا للتوبة، والعدل يشرق في موعده، ولا يتأخر الفجر...
وأجله بعد اختبار الجميع..إن كان هذا هو الاختبار الأخير..
والمتاع كله قليل.. عابر..
والعناء زائل معوض لمن شاء الله..
وتمام العزة في الاستدراج،
وتمام الرحمة في الحلم والإمهال ..عسى أن يتوبوا…والمهلة في الدنيا للأطراف كافة.. لتظهر عبوديتها إن كان ثمة عبودية...ولتأخذ فرصتها لتهتدي، ولتصحح انحرافاتها، وتراجع نفسها وتغسلها مع كل اختبار مادي وعقلي ومعنوي وشرعي… وتخرج من فتنتها بألوانها... النفسية والعملية ..ولكي تتجرد من حظ ذاتها.... ولكيلا تعبد على حرف كذلك ..
ولو شاء الحق سبحانه ما كان المغضوب عليهم ولا ما يصنعون.. لكنه ابتلاء.. فجزاء..
تستخلص العبودية التي هي ثمرة المحبة والخشوع والإجلال ،
وتمتحن العقول والأنفس كل على قدر ما أوتي....
ويسقط الضالون بخبيئة قلوبهم ، والمغضوب عليهم بجحودهم.. والمنافقون بأمراضهم..
وتتضح الرؤية كشمس الضحى.. فمن أصر على ما اختار فهو مغبون… ومن أسر الحق الواضح الكامل واستحيى وكان في صدره حرج أو استكبر فهو خاسر…
والمبشرات تسر ولا تغر… وميزان المؤمن مختلف… والفوز فردي ذاتي.....والعزة للمؤمن الصادق وحده!…ومن فقد البصيرة فقد ذل..
وأنت بخير ما دمت مع الله… ولن تشبع من خير هنا..
ويبرز مع الصبر كل هذا الإيمان والصفاء ، ويكون ظهور الطاعات العظيمة والإنابة والسمو والاستعلاء أكبر من أي ثمن..
وهذا الإشراق يتبدى عند جلال سجود القلب ..سجود الشكر وسجود الصبر.. ولا يرى الصورة قاتمة إلا من حرم النور.. إلا من كان أعمى عن نور الغفور الودود... والبصيرة هنا كالبصر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق