كنت في مجال علاج المدمنين والطب النفسي لفترة،
وكان معي رفيق أديب خبير، متعمق فيما يسمى بالتحليل النفسي، وهو مدرسة قديمة، يعتبرها بعضهم هراء، وبعضهم يتكئ عليها للفهم والتأهيل بعد وليس قبل العلاج بالكيمياء..
وهو شخص موهوب حقا،
وواجهتنا ذات مرة حالتان، عافانا الله وإياكم،
واحدة: لشخص أصبح هستيريا طفوليا، وزعيما! ومصابا بجنون عظمة، ويكذب على نفسه، وهو يعلم ذلك، ويقود البلهاء والبسطاء بالنسبة لعقليته، ويناطح أي شيء وكل شيء، ويقنع نفسه بأنه صار قيمة وصار كبيرا ووو لدرجة مرعبة ...
وترك كل قيمه، وثوابته وضوابطه السابقة بالنسبة لحياته....
والثانية لشخص خرج يهز الناس، ويهز نفسه، كورقة شجر باكية، وانهار لأنه دخل فيما لا يحسنه، دون أن يأخذ بأسبابه ويهدأ ويتأنى ويعلم قدر ذاته ونفسه وما يصلح له ..
وقال لي الرجل كلمات كثيرة لا أنساها.. لأنه لا يسمع صفحات من كتب بل يوجز ويعبر:
منها : كلاهما ضعيف طبعا ووجهان لعملة واحدة، لكن ...
فلان هذا -الثاني- بداخله: هش رقيق أكثر من اللازم كبرعم نبات ...
وفلان هذا الأول بداخله: شومة... شومة..
وإن كانت زائفة كذلك..
والحقيقة أن كلامه أعجبني في التحليل النفسي السياسي والمجتمعي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق