السبت، 23 مارس 2013

الأمة قبل الدولة،


 الأمة قبل الدولة،
والقناعة الشعبية هي التي تصون الكيان الإسلامي وتحقق غايته الحقيقية وهي عبودية القلوب وليس خضوع الرقاب،
ولو تحقق التوازن ورغب الشعب أو أغلبه، ووقف ضدهم من يملي نفاقه
أو صهيونيته فهذا أمر آخر، والحادث الأن أننا بحاجة للعلم والتوعية والتربية والتزكية لكي يصبح هناك نموذج
يقدم فهما راقيا صحيحا للشريعة فيقبل عليه الناس أو يرفضوه
ويتعايش الطرفان على بينة بدون أن يظلم أحد.....

الحركة الإسلامية التي نشأت أصلا كصحوة وإفاقة واعتراض على التفريط
في الكتاب، وعلى التغريب، وعلى الخراب السياسي وو
تحتاج نفسها إلى تصحيح مسار، وغالب الشباب يشعرون بذلك..
وبأن هناك أخطاء عقدية ومنهجية وأصولية وعقلية وإدارية و..
وإذا لم تستجب الكيانات من القمة وتعود وتتوب وتغير
وتصارح وتتغير وتتعلم وتبين وتعتذر ، أو لم يغيرها
الصف الأدنى، فستنشأ تيارات عامة موازية، وأسر، وجزر، وسيكثر عدد المستقلين أكثر..
وبالطبع كان هناك دوما حراك وتغير، واستقلال واستقالات وانشقاقات، وكان دوما هناك
قلة هنا وهناك، لكن بعد الربيع العربي اتضحت أمور كثيرة للكافة تقريبا..

طريق السياسة محدد المخرجات، مسقوف بخط أحمر، وأي خروج لإقامة
دولة مستقلة حقا، وخاصة إسلامية ذات سيادة، سيقاوم عالميا
وسيقاوم من فلول داخليين محليين وإقليميين، وبدون قناعة متغلغلة في القلب لدى الناس، فلن يدافعوا عن دينهم ودولتهم الوليدة، ولا الجيش سيحارب لها وعنها،
وسيكون الابتلاء والبلاء الذي هو سنة كونية مثل تعيير من الناس والمؤسسات
أنت لم تجلب التنمية والسمن والعسل، أنت جلبت الخراب أنت جعلتها صومالا وو..

إذا نجحت الحركة الإسلامية في تبليغ رسالتها وقضيتها وكانت نموذجا جيدا معبرا عن
دولتها المنشودة وعن العقيدة التي تدعو الناس إليها بعد أن جهلوها ونقضوها وغيروها وسطحوها
وهمشوها واختزلوها..
إذا فهم الشعب عن أي شرع نتحدث، وأراده واعتقده يقينا وقبولا، وعلم أنه نجاته من الخسران، فسيخرج كما خرج يوم 25 مثلا، وسيطالب بهذا ولن يرجع بدونه، ويغير قواعد المنافسة نفسها ويعكسها،
فيمنع قيام الأحزاب على غير أساس إسلامي مثلا، ويغير وجه كل شيء وصبغة كل شيء..إعلاما وتعليما وثقافة وقيما ومعايير للحكم ولوزن الأمور وللحرية ..
إذا رأى دعوة نابضة، ونماذج بشرية حية عملية، أمثلة جميلة صابرة محترمة لما يطلب منه، وما يراد به، وما يدعى إليه، وبيانا واضحا صافيا مجيبا عن كل استفسار وشبهة، وعلم العواقب الدنيوية والبشرى الأخروية، بوضوح ...وعلم أن كل شيء بيد الله تعالى..
وأنه قد تفتح عليه بركات السماء والأرض بدون محنة، وقد يمتحن أولا ...، وقد تأتيه المحنة حتى لو لم يختر الدين،
إذا اقتنع واعتقد، فسيجد طريقه لبناء دولته وإعادة خلافته..
وإن بقيت قلة فقط مقتنعة داعية محتسبة، فحسبها أن تلقى ربها داعية لطاعته على بصيرة...

رفضنا للعمل الديمقراطي الحزبي السياسي ليس رفضا لبقية أنواع العمل السياسي وغيره،
والأمة بحاجة إلى تجديد لأمر الدين، إلى دعوة صحيحة تتجاوز الأخطاء السابقة
للإحياء والبعث، وتتلمس ذات النور من الكتاب والسنة وفهم السلف، وتقدم نموذجا
متكاملا للطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، بحاجة إلى حركة جامعة، أو حركات، بديلة للموجود وليس لها ذراع سياسي ساع لمقعد، خاصة في الوقت الحالي وبالضوابط الحالية..
وكأفراد..
أبناء الإسلام وأبناء الحركة الإسلامية الذين تبين لهم الخطأ الفادح لدى مدرستهم عليهم تعلم العقيدة وتعلم نواقض العقيدة الصحيحة، وتعلم المنهاج السوي ونواقضه، وضوابط كل شيء، كي لا تتكرر تجربة فاشلة،
وترهن بأفراد قلائل وعقولهم وفهمهم وظروفهم واستيعابهم وربما بالضغوط عليهم...، ومع تعلم حقائق التوحيد والإيمان والإسلام عليهم العيش بها قبل كل شيء، والقرآن رفيق دراستهم، والسيرة وشروح السنة وفقه الفتن وأصول الفقه أسوتهم في التعامل اليومي، مع أنفسهم التي بين جنوبهم لتهذيبها وتقويمها، ومع قلوبهم وأبدانهم، ومع عقولهم لتمييز المواقف، ومع أسرهم ومجتمعهم وسلطتهم، ولتحديد ما يتركون وما يتشبثون، وكيف تكون مواقفهم ومنطقهم..
وليسوا بعزلة عن الشارع، ولهم واجب يختلف من مكان لمكان، ومن بلد لبلد، حسب الحال، فقد يفرض عليك
فاعلية وتظاهر، أو أي عمل سلمي مقبول شرعا، رغم أنه ليس خيارك، أو حتى الدفع عن قومك كما في سوريا وليبيا..
ومن باب الواجب وحلف الفضول ومكارم الأخلاق وليس كغاية منهجية أن تصطدم..
وكتجمعات، فالإسلاميون المستقلون لا يبدؤون من الصفر، فلديهم رصيد تجارب
وأسس كيانات، للتكملة عليها وتقويمها، أو البناء من جديد لكيانات موازية، بالخبرات المتراكمة من العمل فيها، ويمكنهم بالتواصل والتنسيق وبالأسباب كعلوم الإدارة العمل في بذرة ونواة مؤسسات بحثية، ومراكز دراسات، وجميعات أهلية، وتكوين مشروعات خيرية، وهيئات تنموية بشرية خاصة، وروابط
دعوية، وجماعات ضغط سياسي، وجبهات سلمية، وجميع أنواع العمل المدني الأهلي، المحلي والدولي، مثلهم مثل كل الكيانات التابعة لأذرع سياسية، بفارق الضوابط الشرعية والغايات التي هي تبليغية
وخدمية وعلمية فقط، دون سعي لتوسد مقاعد تشريعية أو صراع سلطوي ومكتسبات ذاتية وصفقات وتسويات ومساومات ودوامة جزئيات..، فقط جلب الحقوق وضمان
الاستقلالية والحرية لهم ولأقلياتهم المعنوية الفكرية مثلها مثل غيرها، ومثلهم مثل الأطر التنظيمية التابعة لغير المسلمين بالمرة، كالحركات الصهيونية والتبشيرية،وكالفاتيكان الذي يعتبر رئيسه زعيم هيئة روحية وهيئة مدنية في ذات الوقت..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق