الأحد، 17 مارس 2013

التوافق الحقيقي


"إِذا نَصَبت عامِلاً         فَاِختَر أَميناً عاقِلا..
....
تَفقد الرِّجالا  ...       وَقَلب الأَحوالا..

مَن كانَ ذا سِياسة  ...       فَوله الرِّئاسه..

وَمَن تَرى في حالِه    ...     إِصلاح رَأس ماله..

فَولِّه الخراجا  ....       تحمد بِهِ العِلاجا..

مَن كانَ ذا عماره ...        فَهَب لَهُ إِماره..

وَولِّه الضياعا      ...   تَأمَن بِهِ الضياعا...

مَن كانَ ذا بَيان     ...    عِندَ التِباس الشان..

طباً بَصيراً بِالحيل  ...       ما شاءَ مِن شَيء فعل..

فوله الرَّسائِلا      ...   إِن كانَ شَهماً عاقِلا...

أَو كانَ ذا تَلطف     ...    في كُل أَمر متلف..

وَهوَ أَمين الغَيب    ...     عفّ نَقي الجَيب..

وَإِن للكتابه    ...     شرطاً وَلِلخطابه..

خَط وَلفظ وَأَدب  ...       وَعفة عَن الربب..

وَالعَقل وَالكتمان    ...     وَالقَلب وَاللسان...

فَكاتب الرَّسائل      ...   وال عَلى المقاتل..

إِذ عِنده الأَسرار...         أجمعُ وَالأَخبار...

يقلب القُلوبا      ...   وَيَفعل الغَريبا..

بِلَفظَةٍ قَبيحة   ...      أَو نكتَةٍ مَليحة..

فَمصلح وَمُفسد  ...       مُقَرب وَمبعد..

مَن كانَ طَلق الوَجه   ..      حر قَليل الجبه..

مُمَيزاً لِلناس     ...    بِاللطف وَالإِيناس..

فَوله الحِجابا      ...   وَاستكفه الأَبوابا..

التوافق الحقيقي عند العجز وعند البلبلة، يكون معه جلاء ووضوح عقائدي وواقعي،
ثم العمل معه بشكل شامل لا انتقائي،  لا ينتقي بعض الفلول وبعض المعارضة،
وبعض المسائل فقط للعمل، ويتحرك في المساحة بين تصرف الحاكم باسم الشرعية
" سموه استبدادا أو مواتا"
وتصرف المعارضة باسم التوافق
"سموه استبداد كذلك أو عصا في العجلة"
تقع هنا منطقة  توازن الرعب وتوازن الردع،
كما بين المقاومة وإسرائيل،
ولا صلة لها بأحقية أي طرف
من منظور غيره، ولا باعترافه بأنه شريف في ذاته أو
شريف في سلوكه، لكن هذا كالتنسيق في مجال التسويق بين الفرقاء المتنافسين..
وبديله أفضل وأعلى كلفة، وتبقى المشروعية ويبقى البيان والمعايير المعلنة، للتفريق
بين العمالة والخسة والنفاق والنذالة وبين التفاوض العلني الشفيف المتسق مع الإرادة للصالح
العام وليس لصالح جماعة ولا لطعن جماعة في ظهرها..

"إمشي عدل يحتار عدوك فيك"
فحتى لو ستفعل شيئا مرفوضا، لكنك واضح فيه، ولديك القدرة على التواصل، التي هي جزء من الريادة،
والقدرة على الحرب المعنوية،  فسيتفهم الناس: ماذا ولماذا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق