قال الأستاذ سيد رحمه الله في ظلاله الوارفة-فقرة مجمعة-:
ولقد تدفع الحماسة والحرارة أصحاب الدعوات بعد الرسل والرغبة الملحة في انتشار الدعوات وانتصارها . . تدفعهم إلى استمالة بعض الأشخاص أو بعض العناصر بالإغضاء في أول الأمر عن شيء من مقتضيات الدعوة يحسبونه هم ليس أصيلاً فيها ، ومجاراتهم في بعض أمرهم كي لا ينفروا من الدعوة ويخاصموها!
ولقد تدفعهم كذلك إلى اتخاذ وسائل وأساليب لا تستقيم مع موازين الدعوة الدقيقة ، ولا مع منهج الدعوة المستقيم . وذلك حرصاً على سرعة انتصار الدعوة وانتشارها . واجتهاداً في تحقيق « مصلحة الدعوة » ومصلحة الدعوة الحقيقية في استقامتها على النهج دون انحراف قليل أو كثير .......حبه لمصلحة الإسلام ، وحرصه على انتشاره!......................
وهنا تتدخل السماء . تتدخل لتقول كلمة الفصل في هذا الأمر؛ ولتضع معالم الطريق كله ، ولتقرر الميزان الذي توزن فيه القيم بغض النظر عن جميع الملابسات والاعتبارات . بما في ذلك اعتبار مصلحة الدعوة كما يراها البشر . بل كما يراها سيد البشر صلى الله عليه وسلم .
وهنا يجيء العتاب من الله العلي الأعلى لنبيه الكريم ، صاحب الخلق العظيم........وقال....."الديمقراطية نظام للحياة أو للحكم من صنع البشر كذلك ،......
وإذا اختاروها فليختاروها على هذا الأساس . . ولا ينبغي لصاحب الدعوة إلى دين الله ، أن يستجيب لإغراء الزي الرائج من أزياء الهوى البشري المتقلب . وهو يحسب أنه يحسن إلى دين الله!....
ثم إنه إذا كان لهذا الدين أصالته من ناحية مقوماته وخصائصه ، التي يريد الله أن تسود البشرية . فإن له كذلك أصالته في منهجه في العمل ، وفي أسلوبه في خطاب الفطرة البشرية . . إن الذي نزل هذا الدين بمقوماته وخصائصه ، وبمنهجه وأسلوبه ، هو - سبحانه - الذي خلق الإنسان ، ويعلم ما توسوس به نفسه . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق