الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

دور العقل


"خالد صلاح .. ودور العقل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
خالد صلاح، يعتبر أنّ البخارى كان عدواً للسنة، ومناوئا للعقل! والحق أن البخارى قام بجمع المادة التي نشأ منها الفقه، وهي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو بيان للقرآن. لكن المشكلة تكمن في أنّ خالد صالح والعلمانيين عامة، يعتبرون الدين هو التلفظ بالشهادتين، ثم يقولون، عندنا عقولنا نفعل في دنيانا ما نشاء. ونحن نقول أنّ العقل ليس مجرداً ولم يكن مجردا في يوم من الأيام، بل هو مرتبط بالجمجمة التي تحتويه، بعدد سكان الأرض جميعاً. أما الوحى فواحدُ لا تعدد فيه، فيصح فيه معنى المرجعية.

العقل، حين يستخدمه أهل السنة، فإنهم يستخدمونه في حدود الوحى، ولا يضربون في مناحي الحياة عابثين متنافرين، كلّ يدعى عقلاً. ولا أدرى أعقل خالد صالح أحق بالإتباع من عقل إبراهام عيسى؟ فهل يسلم خالد صالح أمره لإجتهاد إبراهام عيسى؟ أم البرادعي أحقّ بالإتباع من كِليْهما لأنه أرجَح من كليهما عقلاً؟ أم أن الطنطاوى أرجح الأربعة عقلاً فيجب السير خلف إجتهاده بالبقاء في الحكم؟ هذا النوع من الخلط والتدليس في استعمال لفظ العقل هو ما يموّه به هؤلاء العلمانيون على العوام، وكأنّ لهم"عقل" موحدٌ محفوظٌ في معملٍ ما، متصل بشبكة من الكابلات إلى جهازٍ الكترونيّ، يعمل بالنيابة عنهم، ويخرج لهم من الآراء الصائبة والفتاوى الصحيحة ما لا يقدر عليه علماء أهل السنة!

ومن هنا يأتي خطله في أقوالٍ مثل أن العقل سلاحٌ في ثبوت النص ونفيه. فإن هناك قواعد ثابتة في نقد المتن، لكن ليس منها الهوى وعدم الإعجاب بالنص، أو حضاريته بالنسبة للناظر كما يريد أمثال خالد صالح، وإنما تتعلق بالمنهج النبوى ومسايرة الحديث لهذا النهج، معنى وبياناً، ومدى تعارضه مع غيره مما هو أثبت سنداً، إن تعذر الجمع. وقد فرع العلماء على مرّ أربعة عشر قرناً من هذا الأمر، إلا ما كان من حديث هنا أو آخر هناك. هذا من جهة النص، أما من جهة الفتوى المبنية على النصّ، وتحديد مناط الواقع الذي ينطبق عليه نصّ بعينه، فهو ما تتصارع فيه الأنظار ويعمل فيه العقل السنيّ، بمعنى إنزال نص على الواقع، أو بالأحرى إدخاله تحت نص آخر، أو قاعدة أخرى، تتكون من مجموعة نصوص متآلفة متعاضدة على معنى واحد، كما هو معلوم في الأصول.

ولعل كثرة ذكر كَلمة العقل في حديث العلمانيين يجعله موهمٌ لكثير من العوام، لكن أنصح هؤلاء بمطالعة بعض علوم الشريعة حتى لا يقعوا في تلك الأخطاء الفادحة والتي تجعلهم "صفراً على الشمال" بين العامة، بله عند الله سبحانه."منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق