"ما دُمتُ في سُفُنِ الهَوى تَجري بي .. لا نافِعي عَقلي وَلا تَجريبي!"
وهل يقول الهوى في الخاطر أنا هوى؟
كيف تظن بمن افترق من الفرق؟ ومن افتتن وغرق؟
هل كلهم كان واعيا بأنه مخدوع ومقلد أعمى ؟
كيف تظن من ضل وغوى ولبسوا عليه؟
أم كلهم فرعون جحد واستعلى؟
بل يقول لك الهوى والشيطان موسوسا بالأمر:
أنا سنة المرسلين -صلوات الله عليهم أجمعين-..أنا الدليل أنا المصلحة أنا العقل أنا
الواجب أنا الشرف أنا الحكمة أنا الوسطية
أنا الحق أنا الحل ..وأنا
الحداثة والتنوير أنا ..كل ما تريده أنت ..وهذا هو التضليل
للنفس..وما دام ليس هناك عقل واحد ثابت كما نرى
ولا مصدر ثابت! طبقا لنظريتهم ..فليكن ما اتفقت نخبتهم بعقولهم عليه! ثابتا
مرجعا..حتى يغيروه كما يغيرون كل هذا القواعد والقيم بمعدل مرة كل عشرين
عاما... وأنت تتلقى وتسكت ..لا بل تنافح عنها أيضا وتستميت في سبيلها
وفي أن الإسلام لا يخالفها..وأصلا هي غطاء لمصالح ثابتة في أوعية متغيرة
...
لو قال الهوى أنا هوى ما تبعه أحد
من استقى من الهوى هوى..
الشيطان لا يقدم بطاقة مكتوب بها: إبليس الحاض على الخطايا
بل يزين ويلبس السوء ثوب المنطق وسلم النفع العميم بل والأبدي
"إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين""لأزينن لهم..."
كل هذا لتعلم ولا تغتر بتنظير إلا أن تتبين وتتدبر وتتحقق وتتحرى..
وتتعلم كيف تدرك التلبيس من التحقيق للأمور الدينية؟
أدوات البحث العلمي والنظر في تعارض الأدلة وجمع أطرافها كافة
وكيف تدرك التلبيس من التحقيق للواقع... ؟
أدوات التفكير والتحليل الواقعي والتاريخي
وقبل كل هذا الدعاء بالهداية"اهدنا الصراط المستقيم"
واعلم أن هناك من يمسك العصا من منطقة يحبها
ويقول هذا هو المنتصف...! وما فوقي جاف غال جامد
وما تحتي مائع تائه..والعبرة بالضبط على الدليل..ودوما
سيكون هناك صواب قطعي الثبوت والدلالة رغم أنف المنكرين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق