أصل الدين - تأملات (الجزء الأول)
بقلم : د. إسلام صبحي المازني
... حقا أصل الدين له ثمن، هو ثمن الخروج على الظلم، وقد دفعه الأنبياء -عليهم الصلوات والتسليم-
والصالحون والمصلحون والحواريون عبر الأيام، فلم يكن هناك الاستقرار بالمفهوم المعاصر، بل شردوا وخرجوا من الديار، وهاجروا وأوذوا، وقدموا الأرواح والأعمار، فدا لتطهير الأرض من أوثان الحجر والبشر..
وعلموا أن النعيم والهدوء والرخاء والهناء هناك في الجنة! إن لم تتحق دولة العدل المنشودة في الدنيا،
على يد الجيل الأول أو الذين اصطفاهم الله منهم، ولقد تحققت في حقب كثيرة من التاريخ هذه الأمثلة العظيمة
ونحن الآن في أول خطوة من أول ميل في الطريق، فالتحرر من الذل والظلم والهضم والإبتذال
والمهانة والتسخير والاستخفاف بالعقول والأرواح وكرامة الأنفس بداية لوقفة النفس باحثة عن خالقها، لأننا فقدنا روح ومعالم الدين، وحصرناها في شعائر! ثم فرغنا الشعائر من مضمونها وروحها، ومن معناها العميق العريض، الذي يفترض أن يغير السلوك، صيرناها مجرد أداء لشعائر سميناها عبادات بطريقة توحي أنها كل شيء وأول وآخر شيء ..
وساهمت الحكومات في ذلك بإعلام وتعليم وثقافة مفسدة، ومنظومة حياة تشجع وتدفع المرء للفساد، أو الإنزواء ..
كما يقف الآن الأوربيون المستقرون! يتلمسون سبيل علاج الخواء النفسي والروحي، وأمراض الحضارة الداخلية وشراستها الخارجية، وجواب أسئلة العقل والكون الملحة..
وبعض الناس ينكر كلمة أصل الدين كمصطلح! رغم ورودها لفظا ومعنى في كتابات الأعلام، ورغم نطق الأدلة على أن النصوص تقسم الأمر لكبير وأكبر
وبعضهم ينكرها كمعنى ومفهوم، ويجعل الأمور مائعة ولفظية مجردة، كلمة توحيد تصف صاحبها بوصف أبدي!
أو فلسفية كعلم الكلام، بلا نضرة السنة وبساطة الفطرة ونصاعة الحقيقة..
أو مجرد سمو روحي بلا مواقف..
دون انضباط برسالة لها ثمن غال وحدود واضحة، ورحم الله أبا بكر الصديق ورضي عنه
وبعضهم يجعل الأصل واضحا، لكنه خال من النداوة والدفء الروحي، والتزكية والسير القلبيفي مقام التسبيح والتحليق المستمر في سماء العبودية، بسجود المقترب ليل نهار
رغم أن تأملنا لآية الكرسي وما بعدها من آيات" الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."
يبين أن هناك أصلا شاملا لحدود التوحيدونواقضه" التي بات الناس يعلمون نواقض الوضوء ولا يعلمونها! ويعلمون معنى الذكر ولا يعرفون معنى أصل الدين ومعالمه وحدود التوحيد ومفهومه.."
ويبين أن هذا الأصل شامل للعمق الروحي، وللب العبادة ومعاني الأذكار والإخبات والإنابة، ومعاني الأسماء الحسنى
ولا يفوتنا أن نقول أنه قد غاب ظل الأخلاق كذلك للأسف في بعض التصورات! التي تظن الحق ينفك عن الأخلاق وينفصل!
ولا يثبت على الحقيقة من لا خلاق له..
وهذا على الجانب الآخر ممن يجعلون الأمر مجرد دعوة فقط لمحاسن الأخلاق
وكذلك أن معرفة الحقيقة النظرية والقاعدة لا تكفي دون فهم الواقع وسبر أغواره
ليمكن فهم الدين والعيش به
وأصل الدين وحدوده التي يجب الالتزام بها
ومعالمه التي يجب تبصرها والدخول في سلطانها محبة وقبولا وانقيادا
تم تذويبه في الأذهان ومحوه وطمسه في العقول
...الأمر مرتبط كما أسلفنا مرارا بالتقليد الأعمى وبقضية الضلال والإضلال
وبالتقليد لأجل غير مسمى! فلو كنت تطلب العلم لترفع العجز عن نفسك
وتتقي براثن الإضلال لقل السوء..
وقد وردني سؤال له صلة:
هل البلاء عقوبة؟
هناك قواعد لمنع الوقوع تحت تأثير هاجس أو ضغط نفسي من مخالف
أولا: أن المعجزة أو الخارق للعادة قد يحدث مع الضلال، كما جرى مع عجل بني إسرائيل، وهذا اختبار للعقل البشري، فقد منحنا الله تعالى إياه لكي
نتعرف عليه تعالى ونعبده، ونحاسب لو عطلناه كالبهائم لهذا قال تعالى “كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” وكما تحدث خوارق يسمونها كرامات مع سحرة ومع غلاة الصوفية الذين يخرقون أفواههم بالسيوف ووو حتى مع الهندوس!
لهذا: الكرامة هي الاستقامة
والكرامة تسر المؤمن ولا تغره..
والكرامة لأجل من جاهد له وليست لأجله هو!
والنظر يكون بعرض المرء على الكتاب والسنة، ثم نقر بأنها كرامة..
فالدودة التي تأكل خضرة داخل الصخرة لم تسق لها الخضرة لبيان قربها هي من الله تعالى أساسا "لك"، بل يجب هنا أن تسبح المولى الذي لا ينسى...
والعكس بالعكس
البلية هي البلية في الدين.. أن تكون مبتدعا أو ضالا تماما وأنت تحسب أن معك الدليل أو ألا تكون حريصا أصلا على التقرب لرب العالمين والبعد عما يسخطه
ثانيا: أن النعيم قد يحدث للضال، وهذا يعني أنه لو أصابك النعيم يجب ان تسأل نفسك أيضا
وتقلق، ولا تأكل ما ترزق دون تدبر
وهنا يكون استدراجا "سنستدرجهم...
وأملي لهم...
أذهبتم طيباتكم...
“فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن..
"فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..
"كلا...
فالأمر مرفوض -بكلمة كلا- قرآنيا ليست الموازين بسعة الحال والنعيم، أو المشكلات وقد سمى القرءان كلا الحالين ابتلاء
وهناك نصوص تتحدث عن ابتلاء عابر للمؤمن كل حين وابتلاء للكافر بقصمة واحدة
والسنن الكونية للأفراد تختلف عن الجماعات، والبلاء مشترك "يألمون كما تألمون"
والعليم بالحقيقة -هل هو رفع لدرجتك أم لا- هو من يعلم الصورة كاملة بعمقها -وهو القلب- وهذا علم الله تعالى وقد يعلم المرء من نفسه ما لا يعلمه عنه غيره
ثالثا: أن المرء عليه التأمل والتبصر والتحرز ومراجعة النفس دوما، كما قال ابن قدامة ما معناه أن احتياجنا لله تعالى كمثل غريق متعلق بخشبة طافية، حتى لو كنا في بيوتنا ءامنين
ونحن في زمان الفتن نحتاج اليقين بما نحن عليه، ليس لأن الضغوط قد تحمل رسالة
بل لأن المرء لابد أن يتحرى لدينه كل وقت، كي لا ينهار أمام محنة أو مغريات
خاصة في زماننا وتعدد الفرق الإسلامية والسياسية وغيرها داخل مسمى السنة فضلا عما هو خارجها ولا شأن لنا به..
فعليه التعمق في دراسة وفهم العقيدة والخلافات المعاصرة والحق فيها، وفقه العزلة الشعورية، وفقه الواقع الذي لا غنى عنه لتطبيق الفهم واتخاذ المواقف، ولو حتى كانت بالصمت والعزوف عن المشاطرة، أو منطقا خاصا
كمؤمن آل فرعون
ومما يوصى به في ذلك "كطريق وليس كنتائج":
كتاب: طريق الدعوة في ظلال القرءان - مجمع جمعه أحمد فائز وهو جزءان
الواجبات المتحمات على كل مسلم - علماء نجد
كتاب الفتن لشتى المحدثين
مذكرات علم أصول الفقه - أصول أهل السنة
كتب التفسير الأول.. ورسائل تدبر القرآن للسلف الصالح بداية من القرون الفاضلة مرورا بابن الجوزي وابن قيم الجوزية
كتب الرقاق والقلوب والأخلاق والتراجم ومنها سير أعلام النبلاء
والصواب أن نحدد منهج الاستدلال، يعني في أي حوار بم نستدل؟ وكيف نستوثق من صحة استدلالنا
من ناحية ثبوته ودلالته.. أي فهمه وواقعنا الذي ينطبق عليه..
ومن ثم تسمع ما يدعيه فلان أو فلان، ثم نقارن، والتقليد هنا منهي عنه لأن المقلد لا دين له
وهو دليل موت الأحياء وليس حياة الأموات، فمن قلد ميتا فهو ميت، ومن قلد حيا فهو معدوم..
بلا علم.. بلا عقل
وقد كان الناس يسألون ويطلبون الدليل من التشريع وفهم الواقع, وكانوا يطالبون العلماء
والخلفاء بالبيان، ويوم صاربعض العلماء ءالهة وقع تابعوهم في الغي
-
لذا أتعجب أن يدعي بعضهم الآن أن تقليده هو الدين، والدين ما جاء إلا لترك التقليد الأعمى، وترك اتباع الآباء والكبراء والكهان والأحبار المضلين
-
ويدعي أنه لا أهلية لك لفهم الدليل، ولا فهم الواقع للأبد.. وهذه كارثة عقلية ودينية وعار حضاري يبرأ منه الإسلام
حقيقة الإسلام أو حتى الإسلام الصحيح ظاهرا لا تشتملان الخضوع لطاعة سيد أو مكتب يعلو فوق رقاب البشرية ويحدد لهم الصواب وهم نيام
لذا أستنكر على بعض (الإسلاميين) -وهي لفظة جامعة لمن يرى الحل الإسلامي- سواء كان صوابا أو مجانبا للصواب في فهمه للإسلام أو فهمه للواقع –
-أن يكونوا مقلدين.. التقليد الأعمى
التقليد مرفوض إسلاميا، والمقلد لا دين له، أما الاتباع الذي يسمى تقليدا, لكنه على بصيرة وتدبر وتأمل وتحر، سواء للأمور الدينية أو الدنيوية فمشروع
نتفق طبعا في الفروع ودقائق الأمور التي تحتاج استنباط طائفة متفقهة متخصصة يشرع الأتباع
وهو لا يخلو من تحر ونظر واستفسار وحرص وعدم تقديس ولا إغماض عن خلاف معتبر
السياق الذي نحن بصدده
يدور حول العقيدة والفتن المتفرقة والفرق المفتتنة، والاختيارات المصيرية في الحياة، والأصول.. والمواقف التي يوضع عليها اسم الدين من كلا الطرفين .. سياسيا ودينيا أيضا..
والأنكى أنه لا يقدم لك سبيلا لتطلب العلم، لتصير يوما ما مميزا، بل يحتم عليك الصمت وإيقاف العقل والتفكر والتدبر، وكلها أوامر شرعية واجبة على كل أحد قدر وسعه، خاصة في المصير و" بل الإنسان على نفسه بصيرة"،
رغم كون الداعي لنفسه ومنهجه ولتقليد الناس إياه لا يختلف عن غيره في ادعائه الصواب، وفي وضعه للعرض في ثوب شرعي، قد يكون خاليا من الدليل الصحيح في الواقع والمناط الصحيح..
أو خاليا من وجه الاستدلال الصائب، ويتبعه جمهور متعصب بلا بينة، فيجمع بعضهم بين الجهل والعصبية، ووصم غيره بالجهل، وهو لا يقدر على تبيين موقفه ولا مناقشته ولا الدفاع عنه !
فكيف تكون أنت جاهلا لأنك لم تثق في شيخه هو ووثقت في غيره مثلا ؟
أو لأنك طلبت العلم الصحيح والفهم الصحيح ووصلت لغير ما وصل إليه..!
فهو لم يسر -لم يوجب عليهم السير- في طريق لرفع هذا الجهل!، الذي ركب عقولهم به للأبد
لأنك لو كنت معذورا لقلة علمك بالدليل وبالواقع، فلست معذورا لو اعرضت عن التعلم لتستقلعن رؤوس الجهال الذين يسألون فيضلون، أو عن الدعاة على أبواب جهنم، والمبتدعة والملبسين للحق بالباطل والصادين عن سبيل الخير، والكاتمين للعلم، وكلها أصناف حذر منها القرءان
بقلم : د. إسلام صبحي المازني
... حقا أصل الدين له ثمن، هو ثمن الخروج على الظلم، وقد دفعه الأنبياء -عليهم الصلوات والتسليم-
والصالحون والمصلحون والحواريون عبر الأيام، فلم يكن هناك الاستقرار بالمفهوم المعاصر، بل شردوا وخرجوا من الديار، وهاجروا وأوذوا، وقدموا الأرواح والأعمار، فدا لتطهير الأرض من أوثان الحجر والبشر..
وعلموا أن النعيم والهدوء والرخاء والهناء هناك في الجنة! إن لم تتحق دولة العدل المنشودة في الدنيا،
على يد الجيل الأول أو الذين اصطفاهم الله منهم، ولقد تحققت في حقب كثيرة من التاريخ هذه الأمثلة العظيمة
ونحن الآن في أول خطوة من أول ميل في الطريق، فالتحرر من الذل والظلم والهضم والإبتذال
والمهانة والتسخير والاستخفاف بالعقول والأرواح وكرامة الأنفس بداية لوقفة النفس باحثة عن خالقها، لأننا فقدنا روح ومعالم الدين، وحصرناها في شعائر! ثم فرغنا الشعائر من مضمونها وروحها، ومن معناها العميق العريض، الذي يفترض أن يغير السلوك، صيرناها مجرد أداء لشعائر سميناها عبادات بطريقة توحي أنها كل شيء وأول وآخر شيء ..
وساهمت الحكومات في ذلك بإعلام وتعليم وثقافة مفسدة، ومنظومة حياة تشجع وتدفع المرء للفساد، أو الإنزواء ..
كما يقف الآن الأوربيون المستقرون! يتلمسون سبيل علاج الخواء النفسي والروحي، وأمراض الحضارة الداخلية وشراستها الخارجية، وجواب أسئلة العقل والكون الملحة..
وبعض الناس ينكر كلمة أصل الدين كمصطلح! رغم ورودها لفظا ومعنى في كتابات الأعلام، ورغم نطق الأدلة على أن النصوص تقسم الأمر لكبير وأكبر
وبعضهم ينكرها كمعنى ومفهوم، ويجعل الأمور مائعة ولفظية مجردة، كلمة توحيد تصف صاحبها بوصف أبدي!
أو فلسفية كعلم الكلام، بلا نضرة السنة وبساطة الفطرة ونصاعة الحقيقة..
أو مجرد سمو روحي بلا مواقف..
دون انضباط برسالة لها ثمن غال وحدود واضحة، ورحم الله أبا بكر الصديق ورضي عنه
وبعضهم يجعل الأصل واضحا، لكنه خال من النداوة والدفء الروحي، والتزكية والسير القلبيفي مقام التسبيح والتحليق المستمر في سماء العبودية، بسجود المقترب ليل نهار
رغم أن تأملنا لآية الكرسي وما بعدها من آيات" الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."
يبين أن هناك أصلا شاملا لحدود التوحيدونواقضه" التي بات الناس يعلمون نواقض الوضوء ولا يعلمونها! ويعلمون معنى الذكر ولا يعرفون معنى أصل الدين ومعالمه وحدود التوحيد ومفهومه.."
ويبين أن هذا الأصل شامل للعمق الروحي، وللب العبادة ومعاني الأذكار والإخبات والإنابة، ومعاني الأسماء الحسنى
ولا يفوتنا أن نقول أنه قد غاب ظل الأخلاق كذلك للأسف في بعض التصورات! التي تظن الحق ينفك عن الأخلاق وينفصل!
ولا يثبت على الحقيقة من لا خلاق له..
وهذا على الجانب الآخر ممن يجعلون الأمر مجرد دعوة فقط لمحاسن الأخلاق
وكذلك أن معرفة الحقيقة النظرية والقاعدة لا تكفي دون فهم الواقع وسبر أغواره
ليمكن فهم الدين والعيش به
وأصل الدين وحدوده التي يجب الالتزام بها
ومعالمه التي يجب تبصرها والدخول في سلطانها محبة وقبولا وانقيادا
تم تذويبه في الأذهان ومحوه وطمسه في العقول
...الأمر مرتبط كما أسلفنا مرارا بالتقليد الأعمى وبقضية الضلال والإضلال
وبالتقليد لأجل غير مسمى! فلو كنت تطلب العلم لترفع العجز عن نفسك
وتتقي براثن الإضلال لقل السوء..
وقد وردني سؤال له صلة:
هل البلاء عقوبة؟
هناك قواعد لمنع الوقوع تحت تأثير هاجس أو ضغط نفسي من مخالف
أولا: أن المعجزة أو الخارق للعادة قد يحدث مع الضلال، كما جرى مع عجل بني إسرائيل، وهذا اختبار للعقل البشري، فقد منحنا الله تعالى إياه لكي
نتعرف عليه تعالى ونعبده، ونحاسب لو عطلناه كالبهائم لهذا قال تعالى “كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” وكما تحدث خوارق يسمونها كرامات مع سحرة ومع غلاة الصوفية الذين يخرقون أفواههم بالسيوف ووو حتى مع الهندوس!
لهذا: الكرامة هي الاستقامة
والكرامة تسر المؤمن ولا تغره..
والكرامة لأجل من جاهد له وليست لأجله هو!
والنظر يكون بعرض المرء على الكتاب والسنة، ثم نقر بأنها كرامة..
فالدودة التي تأكل خضرة داخل الصخرة لم تسق لها الخضرة لبيان قربها هي من الله تعالى أساسا "لك"، بل يجب هنا أن تسبح المولى الذي لا ينسى...
والعكس بالعكس
البلية هي البلية في الدين.. أن تكون مبتدعا أو ضالا تماما وأنت تحسب أن معك الدليل أو ألا تكون حريصا أصلا على التقرب لرب العالمين والبعد عما يسخطه
ثانيا: أن النعيم قد يحدث للضال، وهذا يعني أنه لو أصابك النعيم يجب ان تسأل نفسك أيضا
وتقلق، ولا تأكل ما ترزق دون تدبر
وهنا يكون استدراجا "سنستدرجهم...
وأملي لهم...
أذهبتم طيباتكم...
“فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن..
"فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..
"كلا...
فالأمر مرفوض -بكلمة كلا- قرآنيا ليست الموازين بسعة الحال والنعيم، أو المشكلات وقد سمى القرءان كلا الحالين ابتلاء
وهناك نصوص تتحدث عن ابتلاء عابر للمؤمن كل حين وابتلاء للكافر بقصمة واحدة
والسنن الكونية للأفراد تختلف عن الجماعات، والبلاء مشترك "يألمون كما تألمون"
والعليم بالحقيقة -هل هو رفع لدرجتك أم لا- هو من يعلم الصورة كاملة بعمقها -وهو القلب- وهذا علم الله تعالى وقد يعلم المرء من نفسه ما لا يعلمه عنه غيره
ثالثا: أن المرء عليه التأمل والتبصر والتحرز ومراجعة النفس دوما، كما قال ابن قدامة ما معناه أن احتياجنا لله تعالى كمثل غريق متعلق بخشبة طافية، حتى لو كنا في بيوتنا ءامنين
ونحن في زمان الفتن نحتاج اليقين بما نحن عليه، ليس لأن الضغوط قد تحمل رسالة
بل لأن المرء لابد أن يتحرى لدينه كل وقت، كي لا ينهار أمام محنة أو مغريات
خاصة في زماننا وتعدد الفرق الإسلامية والسياسية وغيرها داخل مسمى السنة فضلا عما هو خارجها ولا شأن لنا به..
فعليه التعمق في دراسة وفهم العقيدة والخلافات المعاصرة والحق فيها، وفقه العزلة الشعورية، وفقه الواقع الذي لا غنى عنه لتطبيق الفهم واتخاذ المواقف، ولو حتى كانت بالصمت والعزوف عن المشاطرة، أو منطقا خاصا
كمؤمن آل فرعون
ومما يوصى به في ذلك "كطريق وليس كنتائج":
كتاب: طريق الدعوة في ظلال القرءان - مجمع جمعه أحمد فائز وهو جزءان
الواجبات المتحمات على كل مسلم - علماء نجد
كتاب الفتن لشتى المحدثين
مذكرات علم أصول الفقه - أصول أهل السنة
كتب التفسير الأول.. ورسائل تدبر القرآن للسلف الصالح بداية من القرون الفاضلة مرورا بابن الجوزي وابن قيم الجوزية
كتب الرقاق والقلوب والأخلاق والتراجم ومنها سير أعلام النبلاء
والصواب أن نحدد منهج الاستدلال، يعني في أي حوار بم نستدل؟ وكيف نستوثق من صحة استدلالنا
من ناحية ثبوته ودلالته.. أي فهمه وواقعنا الذي ينطبق عليه..
ومن ثم تسمع ما يدعيه فلان أو فلان، ثم نقارن، والتقليد هنا منهي عنه لأن المقلد لا دين له
وهو دليل موت الأحياء وليس حياة الأموات، فمن قلد ميتا فهو ميت، ومن قلد حيا فهو معدوم..
بلا علم.. بلا عقل
وقد كان الناس يسألون ويطلبون الدليل من التشريع وفهم الواقع, وكانوا يطالبون العلماء
والخلفاء بالبيان، ويوم صاربعض العلماء ءالهة وقع تابعوهم في الغي
-
لذا أتعجب أن يدعي بعضهم الآن أن تقليده هو الدين، والدين ما جاء إلا لترك التقليد الأعمى، وترك اتباع الآباء والكبراء والكهان والأحبار المضلين
-
ويدعي أنه لا أهلية لك لفهم الدليل، ولا فهم الواقع للأبد.. وهذه كارثة عقلية ودينية وعار حضاري يبرأ منه الإسلام
حقيقة الإسلام أو حتى الإسلام الصحيح ظاهرا لا تشتملان الخضوع لطاعة سيد أو مكتب يعلو فوق رقاب البشرية ويحدد لهم الصواب وهم نيام
لذا أستنكر على بعض (الإسلاميين) -وهي لفظة جامعة لمن يرى الحل الإسلامي- سواء كان صوابا أو مجانبا للصواب في فهمه للإسلام أو فهمه للواقع –
-أن يكونوا مقلدين.. التقليد الأعمى
التقليد مرفوض إسلاميا، والمقلد لا دين له، أما الاتباع الذي يسمى تقليدا, لكنه على بصيرة وتدبر وتأمل وتحر، سواء للأمور الدينية أو الدنيوية فمشروع
نتفق طبعا في الفروع ودقائق الأمور التي تحتاج استنباط طائفة متفقهة متخصصة يشرع الأتباع
وهو لا يخلو من تحر ونظر واستفسار وحرص وعدم تقديس ولا إغماض عن خلاف معتبر
السياق الذي نحن بصدده
يدور حول العقيدة والفتن المتفرقة والفرق المفتتنة، والاختيارات المصيرية في الحياة، والأصول.. والمواقف التي يوضع عليها اسم الدين من كلا الطرفين .. سياسيا ودينيا أيضا..
والأنكى أنه لا يقدم لك سبيلا لتطلب العلم، لتصير يوما ما مميزا، بل يحتم عليك الصمت وإيقاف العقل والتفكر والتدبر، وكلها أوامر شرعية واجبة على كل أحد قدر وسعه، خاصة في المصير و" بل الإنسان على نفسه بصيرة"،
رغم كون الداعي لنفسه ومنهجه ولتقليد الناس إياه لا يختلف عن غيره في ادعائه الصواب، وفي وضعه للعرض في ثوب شرعي، قد يكون خاليا من الدليل الصحيح في الواقع والمناط الصحيح..
أو خاليا من وجه الاستدلال الصائب، ويتبعه جمهور متعصب بلا بينة، فيجمع بعضهم بين الجهل والعصبية، ووصم غيره بالجهل، وهو لا يقدر على تبيين موقفه ولا مناقشته ولا الدفاع عنه !
فكيف تكون أنت جاهلا لأنك لم تثق في شيخه هو ووثقت في غيره مثلا ؟
أو لأنك طلبت العلم الصحيح والفهم الصحيح ووصلت لغير ما وصل إليه..!
فهو لم يسر -لم يوجب عليهم السير- في طريق لرفع هذا الجهل!، الذي ركب عقولهم به للأبد
لأنك لو كنت معذورا لقلة علمك بالدليل وبالواقع، فلست معذورا لو اعرضت عن التعلم لتستقلعن رؤوس الجهال الذين يسألون فيضلون، أو عن الدعاة على أبواب جهنم، والمبتدعة والملبسين للحق بالباطل والصادين عن سبيل الخير، والكاتمين للعلم، وكلها أصناف حذر منها القرءان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق