السبت، 2 أغسطس 2014


بخصوص  شذوذ بعض النخب، وتطبيل الأتباع باستمرار وتساهل :

... وليس معنى أنك وجدت شخصا موهوبا في جانب ما أن ترى فيه الأسوة والقدوة والمرجعية للفهم في كل مجريات الأمور، ولا أن تصدر عنه في كل شأن ... بل تحر وتدبر وتفكر ولا تدخر جهدا للتحقق والمراجعة والتوسع..

فليس معنى أن شخصا ما فتح عليه بكتابات في مجال وفن من فنون العلم والسمو والنفحات أنه صاحب رؤية متكاملة، أو أنه حامل لمشروع كامل ومعه جواب دقيق وصحيح أو عالي المستوى لكل تساؤل، ولا أنه ناضج ذهنيا!..

التألق في جانب والإبداع والإتقان والإلهام لا يلزم منه وجود الموسوعية والاتزان المعرفي… ،

ولا يعد النبوغ في جانب ما دليلا على كون صاحبه عقليا ومعرفيا ونفسيا لائقا!  بلا أدواء صدرية وقلبية وعاطفية ، ليجيب عن كل شيء وليحدد بوصلة الواقع والزمان!  ويبين الأمور بلا برهان ،  وليكون تدبيجه للكلام هو تبيان الحق من الباطل كفرقان دائم..

هناك إلهام ومواهب وتألق وتعمق في فرائد قد يصحبها نزق ورعونة وخفة في جوانب أخرى وفي مواقف هامة،

والعبقرية الأحادية ليست كالشمولية، وقد يصحبها ضحالة وتشوش للميزان عموما.. وقد يتلوها افتتان بالذات وتكبر،  أو يتبعها إيثار لوضع معين، يجنح إليه ويدلل عليه تدليسا أو هوى ونقصا وتصدرا معيبا،  كقصة بلعام عالم السوء الشهيرة ، ويتلو الهوى إسقاط لكل الحقائق عليه..

أنت تتبع الحق ببصرك وفؤادك ، والصواب له براهينه،  فإذا حاد عنها أي شخص فلا تسئ إساءته..

فلتستوعب البراهين وتتجرد كما يقولون من حظ نفسك..

تخلص لمولاك بعيدا عن عاطفتك وهواك ، بعيدا عن ميلك ورغبتك، حتى ولو كانا عجلة وتسرعا وحرصا وإرادة للخير ،

فقد يدفع المتقدم المنبت ثمنا!   ويغلو ويزيد،  وقد يدفع الراغب في الثمرة الدعوية ثمنا ويداهن ويفرط ليجذب هذا وذاك،  وليتجنب سخطا وحرجا ..
وقد يركن تحت ضغط ما شيئا قليلا أو كثيرا، وكله عذاب..

لابد أن تمتلك ميزانا بالتدبر والمدارسة والتفكر،

وأن تصفي قلبك ليكون صالحا لأن يتلقى الهدى والنور،

وأن تديم صحبة الكتاب والسيرة وسير الراشدين والنبلاء،  ليتكون لديك حس وذوق شرعيين،  وملكة تمييز وإعلال للخطأ، وهذه النعمة -بعد التقوى- تجعل الشيء-وإن بدا لأول وهلة سائغا علميا- يحيك في صدرك كالعلة الخفية في علم الحديث.. وكالإثم المشتبه فتتحقق منه مرارا قبل النطق به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق