يودون غربا وشرقا إعادة عصر الطبقية البغيض؛
طبقة النبلاء وطبقة الرعاع.. والمتسلقون بينهما،
يستحضرونه سرا وينفونه علنا، ويمارسونه عملا بازدواجية وغلاف زور،
ينفخون في كيره، ليوقظوا جاهلياتهم الرومانية واليونانية القديمة، وحضارة السحق والاستعباد، واستيراد العبيد للخدمة، واحتلال بلادهم للزراعة والاستقواء،
ليس السحق عندهم لحقوقك المادية فقط، بل لحقوقك المعنوية، ولحقك في الحياة، مجرد الحياة...كله معفو عنه لهم، بل وحقك سيرتك بعد أن يساهموا في موتك..
ويمارسون واقع ما قبل وثيقة الماجنا كارتا القاصرة، وما يشبهه في جاهليتنا الأولى قبل البعثة، وبعد الاضمحلال والانحراف الثاني…
هذا بعد المرحلة الأولى ، التي شهدت استحضارهم لكل شركيات ودهريات الملل ومحاولة فرضها على الجميع ، كثقافة عالمية، وهوية عصرية ومرجعية إنسانية للدساتير والمفاهيم ولتحديد دور الدين.. ،
وبعد جمع كل سخافات وكفريات البشرية وصهرها في بوتقة عصرية، يقدمونها وكأنها شيء علمي، ورقي حداثي، وهي مجرد إلحاد وشرود قديم ، مارسه كل السفلة والجهلة والزنادقة والمرتزقة،
وعلى رؤوس الأشهاد يمجدون خطايا حضارة قوم لوط وفكر ثمود والكياسرة، ومن لف لفهم..بأسماء غربية وشرقية أو دينية وفقهية زائفة ! لتركيع الجميع وإذلالهم وسرقتهم وتعبيدهم للبشر..
لكن يبدو أن الشمس قد بزغ شعاعها الأول وانتهى الأمر، وأن وقت تجربتهم ومهلتها الكونية قد انتهيا تقريبا، وأن وقودها قد نفذ، إلا بصدام نمر جريح، لا يستبقي أي طاقة ولا قيمة ولا مبدأ،
وبعد الفجر الكاذب والتخبط تأتي فرصة لبصيص فجر صادق ، يتبلور بعد المحن، ويقر بنوره ودروسه المتوسمون، فينجلي الطريق للخاصة سبيلا واحدا لا ريب فيه،
ويعلمون من منهم قبلا كان أهدى سبيلا..
يعلمون بالتجربة بعد أن رفضوا البرهان فهما واتباعا.
وحينئذ فالشروق حتمي بإذن الله ووعده سبحانه، إذا ظهر الفجر الصادق المستنير في الأفق،
والغروب القادم قد يكون الأخير للجميع، ويبكي حينها من لم يؤمن بحق من قبل، أو لم يكسب في إيمانه خيرا،
فالشروق بعده قد يكون من المغرب... ، فلا مجال للتسويف والتراخي أو الاستخفاف بالسعي...
"هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق