الثلاثاء، 19 أغسطس 2014


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

«اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور»
.. رواه ابن ماجه والترمذي بسند صحيح.

قال ابن الأثير : قوله «اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور»

أي:
   نعوذ بالله من النقصان بعد الزيادة.

وقيل :
من فساد أمورنا بعد صلاحها.

والكور هو لف العمامة .. والحور نقضها

قال الله تعالى :

"وَلاَ تَكُونُوا كالَّتِي نقَضتْ غَزْلها من بعد قُوَّةٍ أنكاثاً." ،

ذُكر أن عجوزاً في مكة كانت تغزل الصوف في أول النهار، حتى إذا أوشكت على إتمام غزلها آخر النهار نقضت غزلها وأفسدته، ثم عادت إلى الغزل والنقض مرة أخرى، وهكذا كان دأبها وشأنها أبداً.


قال الإمام السندي في حاشيته:

والمعنى الاستعاذة بالله من فساد أمورنا بعد صلاحها كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس"
(حاشية السندي على النسائي).

وفسّر الإمام الترمذي الحور بعد الكور بالرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية.

وقال المباركفوري: "أي النقصان بعد الزيادة و فساد الأمور بعد صلاحها" (تحفة الأحوذي، شرح جامع الترمذي).



قال ابن فارس :
" الحاء والراء والواو ثلاثة أصول:…

وأما الرجوع، فيقال:
حار إذا رجع، قال الله تعالى { إنه ظن أن لن يحور . بلى }

والعرب تقول:
الباطل في حور،
أي رجع ونقص،  وكل نقص ورجوع حورٌ..

ويقال:
نعوذ بالله من الحور بعد الكور، وهو النقصان بعد الزيادة"
( معجم مقاييس اللغة (2/117)).

وفي اللسان:

"الحور: الرجوع عن الشيء، وإلى الشيء... وكل شيء تغيَّر من حال إلى حال فقد حار يحور حورًا، قال لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوؤه .. يحور رماداً بعد إذا هو ساطع..
( لسان العرب (4/217)).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق