"لا تَعْرِفُ الْمَرْءَ بِأَخْلاقِهِ ** فِي غَمْرَةِ الْعَالَمِ حَتَّى يَفُوهْ"
عند انتشار الفتن وانقلاب الموازين تتساوى -كميا -دعاوى التنبيه والتصحيح،
ويصبح الصواب غريبا عجيبا،
لكن ظاهرة أخرى متكلسة تحاول الحفاظ على نفسها،
وهي دعاوى التصحيح المغلوطة وورثتها المصرون عليها،
نصف المثقف ونصف العالم هو أصعب شخص تقنعه، عند استعلائه ويقينه أنه فهم ما لا تفهم،
ولكونه لم يعش عمرا حقيقيا بنفسه كطالب -دون مقررات سابقة مرسومة مشكلة- مع فقه الأئمة وأصولهم وبيانهم وأجوائهم ونقاشاتهم، ولم يلمس ميراثهم عبر القرون، ليدرك روح اللغة والنفس بنفسه، بل عبئ له ما علم، وحددت له المساحة فبعدت المسافة،
وبدأت حالة اختزال لفهم المعاني وتضخمت مع سمو بفهمه هذا،
وعليه أن يدعو معنا بالهدى فكلنا في احتياج إليه, وأن يعود ليعيد النظر طويلا ويبحر متجردا ثانيا, ويتم رحلته التي بدأها مخلصا , ليستكمل إدراكه ويدرك غايته الأولى, ويسترد باكورة الصفاء والإقبال العلمي والخلقي, والله المستعان, وكلنا بحاجة إلى ذلك, وما ذلك على الله بعزيز, بالأسباب وبدونها, لكن السعي واجب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق