الثلاثاء، 2 أبريل 2013

التراجع عن الخطأ والاجتهاد والتأويل الفاسد



الخطأ يصحح بمحوه والتراجع عنه، ومعالجة آثاره، لا باستمراره...

الخطأ يصحح بتعديل آلية الوصول للقرار- والرأي- المؤدية إليه، بمراجعة نمطية التفكير ومنهجية الاستدلال والتلقي والاستنباط والتنزيل على الواقع... بحوار محترم منضبط مستمر..

قول الجمهور ليس له عصمة، ولا يساوي الإجماع، ولا يقف أمام الدليل
لو كان مع أحد الأئمة الأربعة مثلا..فكيف بقول أي مجلس أو جمعية أو مجمع ...

ولو كانت هناك نازلة وفتنة كبرى..وكانت التجمعات تسير خلف رجل ما...أو خلف قلة ما..فهل يسري هذا في دمهم في هذه الخطوب؟
وهل يغلق باب النقاش في أمر ويختم عليه بمجرد أن يعتمدوه ويقعوا فيه
حنى لو تبين لهم أن كل حيثياتهم خاطئة عمليا....

اجتهد رجل فأخطأ،

ولم يضع في مخيلته أنه من الوارد التراجع، بل من الواجب!

نعم، من الواجب أحيانا التراجع، وليس عيبا،

لا التراجع عيب، ولا الإفاقة من الغفلة عيب،

ولا التنبه من سوء فهم الواقع وتقديره أو الزلل في فهم الدليل وإعماله عيب، ولا الاعتذار.....
ومن منا لديه حصانة وعصمة من الفتن وبشرى بأنه من العشرة..

ثم لزمه أن يتبع ذلك الرأي الباطل بأمور واجتهادات ضعيفة، وبتأويلات وترقيعات ليرد عنه السهام...

في كل خطوة مشكلة فلا يتراجع لأول أمره، بل يدفعها من هنا وهناك ويربطها وينافح عنها،

حتى توغل وصار في منظومة معقدة، خنق نفسه بها، وألزم نفسه بأقواله فيها، وبتنظيره لها،

وغاصت قدمه في تصرفات وأقوال ومواقف وأحوال متتالية مبنية على الخطأ الأول في الشكل والموضوع والمقام والتوقيت، بل وفي الأصل المؤسس عليه الكلام....،

ودخل مع تأويله الفاسد في تحالفات وصلات متتابعة، وبنى تصرفاته على تكملة  أول خطوة،
وكأنها قدر حتمي لازم ثابت وأصل لا يهتز ولا يحيد عنه،

ولم يستمع لرأي أحد، واعتد بنفسه، وعاند، وبالغ،
واهتز بسبب ذلك الخطأ ورأى عاقبة المخالفة وانعدام الثمرة العاجلة فضلا عن الشك في كل شيء والاضطرار للنزول....

 تأرجح وتقلص هو وكيانه ماديا، فبدأ يرمم فيه بتصرفات أخرى! لا تشمل التوبة والإنابة والتوقف والمراجعة والتحري، ووضع أي احتمال للخطأ واحترام أي عقل مخالف،

ولا عمل تقييم وتقويم شاملين، وبشفافية ووضوح ومكاشفة، بالبينات النقلية والعقلية والأصولية والخبرات الواقعية التي هي على دراية بالواقع والمناط أكثر منه ،  ولا تسليم الدفة.. كأنه طالوت عليه السلام...
ولو كان عمرا رضي الله عنه لما رأى الناس منه حرصا ولا تشيثا لا برأي ولا بوضع دون تمحيص وبكاء وتدبر ومحاسبة شديدة عسيرة وفك رقبة...
فكيف بما يخالف بشكل واضح وينتحل هذا له كل ورقة للتغطية والتسويغ والتسويل والتبرير ويصد كل متكلم ...

واستمر في أعمال مختلفة مختلة عن نهجه الأول، واهتز معنويا بسبب الانتقادات الواضحة والتناقضات، ثم بحث عن مستمعين جدد ليعوض العدد، ممن لا يجادلون ولا يعترضون ولا يناقشون ولا يسألون، وبحث عن حلفاء من المنتفعين بما هو فيه.. ليملأ بهم فراغ انصراف بعض العقلاء المحبين عنه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق