رسالة خاصة أعممها للفائدة:
ليست المشكلة يا صاحبي في إقناعهم "بالدليل" على الاحتفالات برأس السنة، بل في فهمك أنت "للدلالة"...
إذا فهمت "الدلالة" ستعلم أن أزمتهم ليست في "الدليل.."
وستعلم أن وصف وتكييف المسألة ليس فقط في حكم احتفال مسلم بمناسبة يراها هو لادينية أو يراها نصرانية…
مناسبة امتنع عنها بعض طوائف يهود ونصارى وكل من له دين ما…
..هم بحاجة لفهم الفارق بين الإسلام والجاهلية...
لفهم أن المسلم يحترم الدليل ويهمه أساسا تصحيح حاله وعمله، نظريا وفي مواقفه وأفعاله وأقواله،
وليس المسلم معرضا ولا موليا ولا غير مبال ولا مستحل بجدل يستر عورته… كل هذا يناقض العلم ومفهوم الاستسلام والقبول والصدق واليقين ومفهوم الانقياد والمحبة لله ولدينه وكتابه ونبيه وحزبه سبحانه..
المسلم لديه عقيدة يعرفها أولا ثم يؤمن بها ويخالف ضدها ويبرأ من الجاهلية التي يعرفها ويكفر بها وبرموزها وطواغيتها، وينطلق من إسلامه.. ويعرف ما ينقضه ويبتعد عنه بمسافة كافية وإلا أوشك أن يقع فيه.. ويعرف ما له مساحة دنيوية فيه.. ولا تختلط لديه الأمور بين الحق والضلال.. وإلا كان هذا المسخ الأخير ..
امتلأت فضائيات عربية ومجلات دورية ومحطات أرضية بالمنجمين الذين يسمونهم جاهلية وزورا بالفلكيين مع المذيعات الساقطات والمخنثين، ليرجموا بالغيب كفرا، بتنبؤاتهم حول العام الشمسي الجديد، مظهرين وثنيتهم وأعراض نحلتهم بشكل جدي أو هزلي فولكلوري ولعب بالدين..
..وازدان أعلى برج عربي -زعموا- كأيقونة غربية الهوية ورأسمالية الصبغة،
كشجرة علمانية متشحة بالصلبان!
ومطعمة برقائق الذهب في احتفالية هم فيها البقرة الضاحكة الحلوب،
ألعاب نارية وإلحاد وسرف وسفه وترف على مرمى الراجمات في أراضيهم ومياههم، وقرب مشهد الجوعي في كل ديارهم بلا استثناء، ولا ينالهم منهم سوى تموين طائرات أعدائهم لقصفهم…
أهم مباني بعض العواصم وأذرعها الإعلامية بات كحانات شيطنة ملية وسكر وخمر وعهر،
كل هذا ليس محض لهو ومجون، بل هو أعمق، فهو متجذر في تبريرات الجاهل والمثقف والإعلام والتعليم…
كله يعبر عن لكم دينكم ولي دين…لكن بالعكس.. هو مع أبي لهب وأبي جهل وعلى دين فلسفة مادية، بنظرة خاصة للحياة وللدين، نوع خليط عجيب من الدهرية المنكرة للدين ومن ديانة الأنسنة.. مسحة عولمة وقلب بروتستانت،
كل القنوات التلفزيونية التي يسمونها عربية وتعمل بتصاريح لو خالفتها وسبت كلب أي كلب تغلق أبوابها ومكاتبها ويمنع بثها ....
وقد يصح أنه توفي أحدهم في هذه الليلة تاركا خلفه كل هذا...
وذاهبا إلى لقاء العلي العظيم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق