الغاية ليست مجرد الوصول للتمكين ولا اختصار زمن الوصول…
" ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض"…
كل الأمثلة في القرآن تتحدث عن هذا الدرب والابتلاء والأجر الجزيل والفوز العظيم، بالاستقامة عليه والاعتصام به بلا تفريط، بلا تميع، بلا مداهنة ، بلا تبديل، بلا إحداث، بلا تحريف ..
الصبر والمصابرة واتباع منهج الإسلام عبادة لله تعالى ،
والطريق لتحقيق هذا المنهج ليس طريق حسابات مصالح ونفعية بحتة كطرق المناهج الأرضية، ولا هو تنافس بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة كالبراجماتيين،
ولا بالتلاقي عند منتصف الطريق والموافقة على تغيير المفاهيم،
وقد عرضت شروط من ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى سيدنا صالح عليه السلام وغيرهم وتم رفضها قطعيا.. ،
فليس الطريق طريق "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.."
السبيل والصراط حق على العباد، وواجب يلتزمون به ،
حتى ولو كانت النتيجة نهاية كأصحاب الأخدود وسحرة فرعون .. ،
فالتمسك بالعقيدة والملة والثبات عليهما كمبدأ ومنتهى هو العهد والميثاق الذي أخذ على بني آدم ،
وفي كل الصراعات ترى وكلاء الشيطان يساومون للدخول في اللعبة وفي شرايين الحضارة المتوحشة بترك بعض الوحي
" فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك.. "
" وإن كادوا ليفتنونك "…
" ودوا لو تدهن فيدهنون"…
والثمن الذي يطلبه المفترون ليس تخييرا بين مقترحات تقنية من شؤون الدنيا!
والتنازل عن محكمات القرآن تحت ضغط الطغاة تحريف للدين وتبديل لثوابته ، وهو أمر محبط لعمل الفرد والكيان...
ولا يعني هذا حتمية الدعوة للأبد ولا حتمية التصادمات للأبد وفي كل وقت ،
وجل الرسالات بل والمقاومات الأرضية والثورات سارت عكس التيار العالمي في زمانها ومكانها ودفعت ثمنا باهظا قبل استقرارها ..
لكن الحتمي هو عدم الموافقة على تبديل المفاهيم، بزعم أن الإسلام يقبل كذا وهذه هي الوسطية والاعتدال ويكون ذلك الأمر تحريفا لا تأويلا ..
ويصبح الوصول جواز مروره بالتبديل للمفاهيم والقيم وتمرير الدين الإنساني الملفق ..لكي تنال هذه الكيانات القبول في الأرض والرفض ممن السماء… " ودوا لو تدهن فيدهنون.. ".."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق