الأحد، 14 ديسمبر 2014

* نزلت الأمانة في قلوب الصحابة رضي الله عنهم فعلموا وعملوا…

* كان الأمر دينا بالمفهوم الحقيقي الكامل للكلمة، شاملا للمحيا والممات..

* وكانت شخصياتهم- خاصة بعد كمال التربية- تتعامل دوما بمنطق المؤمنين الأسوياء ذهنيا ونفسيا ... كأفراد لديهم استقلالية شخصية ويسعون للاستيعاب والفهم والتفاعل... مع تمام المحبة وكمال الذل وكمال الخضوع، تعبدا بصيغة صحيحة  مفعمة بالقوة العقلية القلبية…

  وكجماعة بعد ذلك،  وهم معا.. ،  وهم يتناقشون بعد ذهاب الحبيب المعلم النبي الخاتم-  صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى..

ولم يغلوا ولم يجفوا،  ولم يفرطوا ولم يضيعوا ،  ولم يضعوا شروطا تعجيزية مستحيلة لشيء وهي تخص وضعا آخر وشيئا آخر ، فلم يخالفوا فطرتهم ولم يتناقضوا مع أنفسهم، ولم يتحرجوا، ولم يخفوا شيئا، ولم تكن لديهم ثغرات منهج وأسئلة بلا إجابة .. 

ولا أنزلوا ضوابط حالة وموانعها مكان حالة وسياق آخر،  فلم يصابوا بالتناقض والخلل والشلل أمام واقع واضح… ، 

ولا تركوا الكتاب إلى غيره أبدا  في القطعيات  والنصوص الحاكمة النهائية ، ولا تبعوا قوالب جامدة في موطن الفهم والقصد والاستصلاح.. ، ولا تميعوا وصيروها بالرأي والهوى مطلقا.. ،

  بل كان هناك علم ! علم بحق!  تصحبه تقوى وشجاعة ويحدوه ورع، وكانت لديهم نظرة شاملة، رؤية لما كانوا فيه وما صاروا إليه،  وتصور وفهم لرسالتهم ومسارها ومرادها… للإسلام.. وللمسلم.. وللمجتمع والتجمع المسلم…  حدا وحقيقة..  وكانت بصيرتهم تلك تحدد تعاملهم ..

وكان هناك إدراك وعقل جمعي يدرك مواطن البدهيات والمسلمات والمحكمات والثوابت ..ويعي مواطن التنوع والتباين في الفهم…

لن يمكنك استلام قواعد علمية وتنزيلها كأنها مقدسات جامعة مانعة، وكأنها معادلات في أي مسألة بدون  فهم القرآن الكريم!  والسيرة النبوية الشريفة -صلى الله على صاحبها وسلم- بشكل صحيح وكامل وواع.. ،

وبطبيعة الحال يتضمن ذلك فهم حقيقة الجاهلية الأولى، ولماذا كانت جاهلية،  وكيف كان فيها أهل كتاب ليسوا على شيء، ومن ثم إدراك مفهوم الهدى والضلال ، ولن يمكنك فهم ما استقي من الكتاب والسنة من الضوابط والشروط والأسماء والأحكام والأوصاف وإعماله في مجاله بدون فهم الأصل والنبع..  ، فهما السياق العام الذي يفهم منه الإسلام ويعرف به طريقه ومنظاره،  عقيدة وأصولا فقهية وفقها،  وهما الأساس ... وهذه نصيحة مشفق لمن يتعاملون مع الفرع قبل تدبر وتعلم الأصل…ومن ثم يجورون في نتائجهم لصالح مزيد من التميع والخلل أو التشدد والزلل وهما وثيقا الصلة وباب  هلاك والله أعلم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق