الأربعاء، 24 ديسمبر 2014


سبحان من اصطفى واستخلص واجتبي..:
".... ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ،
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ،
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ،
مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ "
انظر إليه، كيف يعلم ويبلغ ويرشد وينصح وينكر عليهم حالهم بأحسن موعظة وأحكم بيان ...
انظر إليه كيف يحمد الله تعالى على الهدى والعلم، عارفا ومدركا جلال العطاء الأعظم، فيبصر المنة وسط ما هو فيه من المحنة، فلا يضيق صدره أبدا،
ومن أين يأتي الضيق لمن يسبح بحمد مولاه القدوس الوهاب فيثوب إلى تقديم حسن اختياره تعالى له، وإلى سابق فضله تعالى عليه، وسابغ أنعمه وآلائه جل شأنه، والتي تتصاغر أمامها البلايا وتتقاصر أعمال النفوس ....،
انظر..
كيف أنه لم ينشغل أولا سوى بعبادته ثم بألطافه سبحانه،
ولا يهتم في صلب حديثه إلا بما يهم فعلا في هذه الحياة،
ولا يركز في محنته ومصيبته بشكل مرضي وبإلحاح وتعاطف مخل مع النفس ليعذرها في كل شيء سلبي بدعوى أنه مبتلى.. ،
وكيف أنه لا يجعل بليته محور الكون ومنبع كل الغم والاكتئاب فيه، ولا يجعل مصيبته صبغة عشرته ونفس حديثه وقتامة صفته ، فلا تكون محل تضييع الفرص للدعوة ومستهل كل حوار لأي ماكث أو عابر...
..لا يسخط ولا يتبرم، وهو في سجن كئيب، وليس حبيسا يزار ببلده، بل حبس معه غربة موحشة بلا أهلين يتوجعون له ..
وفي ظل تهمة موجعة ...
ومع قسوة الأقربين في الخلفية التي لا يذكرها ولا يحكيها..
ويذكر فقط نعمة الله عليه وعلى والديه ..سبحان من اصطفى واستخلص واجتبي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق